الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "بايدن" السوابق التاريخية والشيخوخة.. حظُّ ملعُون

إبراهيم جلال فضلون (1)

"تقولون إنني كبير في العمر، أقول إنني مخضرم. تقولون إنني عجوز، أقول إنني حكيم". هكذا ترك كبار القوم الأمريكي السياسة فيها تلفظ أنفاسها الأخيرة ليتفرغوا للسخرية والتفاهة، وليُطلق بايدن نكاته الساخرة من منتقدي عُمره.. قائلاً: "العمر شيء واحد، وأعتقد أن التجربة شيء آخر".

ثم أردف مازحاً: "عملهم انتهى وأنا لا"، وهو صاحب الثمانين عامًا، وأكبر شخص يتولى منصب الرئيس، سيكون عمره 82 عاماً في يوم التنصيب إذا تم انتخابه لولاية ثانية، وسيكون عمره 86 عاماً في نهاية فترة ولاية ثانية، ليكون السن والخصم والتهديدات الجيوسياسية المُتقلبة.. جميعهم تحديات عجوز البيت الأبيض بعد ترشحه لولاية ثانية، في معركة السباق الرئاسي القادم، والأدهش أن هناك فحصين طبيين نهاية نوفمبر 2021 وفبراير 2023 يُفيدان بأن وضع بايدن الصحي جيد" وإنه "مؤهل" لممارسة مهامه. والسؤال إما الواقع الذي نراه يكذب ويبدو عليه علامات السن واضحة أو إن الفحصين التخيليين مُفبركين وهو الأصدق عندي، بدليل مواقف بايدن المحرجة أمام أعين الكاميرات والتبجُح بها بل والمواقف السياسية للإدارة الأمريكية داخلياً وخارجياً جميعها فاشلة منذ تولي العجوز "بايدن"، معتاداً على خطابات متشنجة وارتكاب هفوات وتصاعد هجمات الجمهوريين التي تركز على وضعه الذهني.. ليكون رده على كل تلك الوقائع "ووتش مي" (انظر إلي) أو بدعابات، ساخراً بقوله: "نظرت بتمعن إلى عمري قبل أن أفكر بالترشح مرة أخرى".. وهو من قال مناقضاً تمعنه: "لا أستطيع حتى أن أقول إنني أخمن كم عمري. لا أستطيع حتى أن أقول الرقم"، بالتأكيد لأنه لا يدري أين يعيش أو يفعل!!. مُعترفاً بلسانه: "لدي خبرة أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الأميركي. هذا لا يجعلني أفضل أو أسوأ إنما يعطيني بعض الأعذار".. فكيف يكون صالحاً للحُكم بعد أن كان هدفًا للنكات في حفل عشاء مُراسلي البيت الأبيض، ليرد بلا اعتبار ولا اقتدار؟

هذه الأمور تُمثل مصدر قلق لكثير من الناخبين وقد تم تسليط الضوء عليه كسبب من أسباب تفضيل البعض عدم ترشح الرئيس لولاية ثانية فالناخبون الأمريكيون سيشهدون المعركة القادمة، وسيحكمون عليه باختيارهم، لكن الرئيس الثمانيني يتحدى، بسنه، السوابق التاريخية.. التي كتبت بسيرته الحياتية أكبر فضيحة للوثائق السرية بموجب قانون السجلات الرئاسية وقانون التجسس، لتكون أسوأ من فضيحة غريمهُ ترامب، ليخرج تقرير إعلامي بأن جو بايدن، هو أسوء رئيس في القرن الـ21.. وما الهروب الأمريكي من أفغانستان إلا دليل على أسوأ أخطاء السياسة الخارجية لإدارة البيت الأبيض، ثُم التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ 1980، وأن أزمة الحدود والهجرة غير الشرعية في أسوأ حالاتها منذ أكثر من عقدين، وأصبحت أفغانستان واحدة من أشهر في السنوات الأخيرة. حيثُ انخفض تصنيف بايدن وفق استطلاع "رويترز/ إبسوس"، إلى 39٪. بل ويعتقد ما يقرب من 80٪ من الأمريكيين أن بلادهم تسير الآن في المسار الخطأ، ولا يوجد سبب للتفاؤل بشأن عودة القيادة الأمريكية للعالم.

وأخيراً: جاءت مفاجآت 142 مؤرخاً لأسوأ وأفضل رئيس أميركي وفق 10 معايير للقيادة الجيدة، إنه ليس ترامب الأسوأ بل هو الرابع.. حاصلاً على 34 علامة بالإدارة الاقتصادية، و32 من أصل 44 في إقناع الرأي العام، حاملاً شهادة رسوب في المرتبة الأخيرة بمعيار السلطة الأخلاقية والمهارات الإدارية.. أما سلفه أوباما، فقد كان العاشر بين الرؤساء، وكلينتون بالدرجة 19، وجيمي كارتر بالدرجة 26 ثم جورج بوش بالدرجة 29. وليكون أسوأهم وقاد البلاد إلى حرب أهلية، هو James Buchanan يليه بالمرتبة الثانية Andrew Johnson ، بينما كان أفضل الرؤساء في التاريخ الأمريكي تم اغتياله بالرصاص قبل 212 سنة وهو "أبراهام لنكولن"، ومن بعده جورج واشنطن بالدرجة الثانية، تبعهُ فرانكلين روزفلت وثيودور روزفلت أيزنهاور بالدرجتين 3 و4 و5 على التوالي بينما وصل ريغان للمرتبة التاسعة، فكيف يكون وضع بايدن بعد خروجه وهو منْ أهدر السمعة والمكانة الأمريكية ولم يفِ بوعده مُنذُ 2019 بمداواة "رُوح الأُمة"، قائلًا: "نحن في معركة من أجل روح أمريكا، وما زلنا كذلك. والسؤال الذي نواجههُ هو ما إذا كان لدينا في السنوات المقبلة مزيد من الحرية أو أقل حرية، المزيد من الحقوق أو أقل"، ونحن نقول له سر على بركة الله، ونم وارتاح تجد العظمة الأمريكية في فلاح.

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!