الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • "التنمّر" لغة إيران بتنفيذ حوثي.. والمستهدف: أمن الخليج

الحوثيون وإيران \ ليفانت نيوز

أعلنت إمارة أبو ظبي في السابع عشر من يناير الجاري، عن اندلاع حريق، أدى لانفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3، على مقربة من خزانات أدنوك، بجانب وقوع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي، ليؤدي كل ذلك إلى وفاة 3 أشخاص، هم "هنديان وباكستاني"، بجانب إصابة 6 في انفجار صهاريج المحروقات في أبو ظبي، تبعاً لوكالة أنباء الإمارات (وام).

وأشارت التحقيقات إلى رصد أجسام طائرة صغيرة لطائرات بدون طيار "درون" وقعت في المنطقتين، تسببت في الانفجار والحريق، فيما أعلنت ميليشيات الحوثي، مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسمها، حيث أكدت المليشيا لاحقاً، فعلتها وتباهت بها، معتبرة إياها خرقاً عظيماً وفتحاً مبيناً، متجاهلةً أن المواقع المستهدفة مدنية، وأن العمليات العسكرية لها مكان واضح هو أرض المعركة، التي تتقهقر فيها المليشيا المدارة من إيران.

اقرأ أيضاً: قبل ثلاثة أشهر.. تهديدات للإمارات من أدوات إيران بالعراق

لكن لا عجب في تباهي المليشيا بالعدوانية التي تظهرها بحق اليمنيين أولاً، والسعودية ودول الخليج ثانياً، كونها لا تمتلك قرارها، وتابعة بالمطلق للإرادة الإيرانية، الراغبة في ضرب استقرار المنطقة وأمنها، وهو ما يكشفه لسان حال مسؤوليها، الذين لطالما خرجوا للإعلان عن صواريخ جديدة، وأسلحة مختلفة للقتل والدمار، مع عجزهم عن تصنيع ما ينفع البشرية بشيء، ومنه عجز إيران عن تصنيع لقاح محلي لفيروس كورونا، لطالما أطلقت إعلانات زائفة حوله تصنيعه المزعوم، لكن دون أن يبصر النور.

العدوانية لسان حال إيران

لا يمر أسبوع، إلا ويصدع به النظام الإيراني وحرسه وجيشه، رأس العالم، بتهديدات جديدة، منها في اليوم الأول من العام الجديد، عندما قالها جهاراً نهاراً، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي، "أننا اليوم نستطيع أن نتنمر على الأعداء، وبعد أن كنا ندافع في أرضنا، اليوم نقاتل العدو في عقر داره"، في إشارة صريحة لكون إيران لا تفقه إلا لغة القوة.

اقرأ أيضاً: أبو ظبي تتلقى رسائل إيرانية.. كيف سيكون الرد؟

فيما زعم مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء رحيم صفوي، على أنه إذا أقدم أعداء طهران على أي خطأ، فإن القوات المسلحة الإيرانية ستدمر جميع مصالح الأعداء في المنطقة بغضون 48 ساعة، وأردف صفوي إن طهران تقوم بحراسة السفن التجارية والناقلات التابعة للجمهورية الإسلامية بواسطة المدمرات، وأضاف أن "البحرية الاستراتيجية للجيش تقوم بعملها بشكل جيد في حراسة السفن التجارية وناقلات الجمهورية الإسلامية في المياه المفتوحة وخاصة في البحر الأحمر"، في تهديد لأمن مياه الخليج، وقد مر الخليج سابقاً، بمجموعة حوادث أمنية، كانت إيران المتهم الوحيد فيها.

استهداف الأمريكيين

ولا يقتصر الأمر على التهديد الوعيد، ففي السادس من يناير، وعقب تعرضها لهجوم فاشل بطائرة مسيرة، أقر قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي تنغسيري بالمسؤولية عن استهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية، والتي تحوي على مستشارين أميركيين، وأردف خلال مقابلة صحافية، أن استهداف القاعدة هو "أحد نماذج ردنا"، مهدداً في عين الوقت، القوات الأميركية بالمنطقة وبإغلاق مضيق هرمز.

اقرأ أيضاً: استهداف أبو ظبي.. جريمة إيرانيّة جديدةبأيدٍ حوثيّة

وتعرضت القاعدة في الخامس من يناير، لاستهدافات عدة من خلال مسيرات مجهولة، بجانب هجمات صاروخية، حيث أفصح مسؤول في التحالف الدولي لوكالة فرانس برس، أن خمسة صواريخ سقطت بالقرب من القاعدة، دون وقوع إصابات، كما طالت عين الأسد، هجمة بطائرتين مسيرتين مزودتين بمتفجرات، بينما تم استهدف مركز دبلوماسي أميركي في مطار بغداد بمسيرتين كذلك، بيد أن الهجومين أحبطا، ولم يسفرا عن ضحايا أو أضرار، كما ذكر المسؤول.

تسليح مليشيا الحوثي

وبجانب التنمر العسكري واستهداف القواعد التي يتواجد فيها الأمريكيون في العراق، تواصل إيران تسليح مليشيا الحوثي في اليمن، بأساليب وطرق ملتوية كثيرة، وقد قالت وزارة الخارجية الأمريكية في ديسمبر الماضي، إن تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن يساهم مع الحوثيين في الهجوم على مأرب، ما يؤدي إلى خسائر في أرواح المدنيين وإطالة أمد الحرب، كما نوهت عبر بيان إلى أن واشنطن "ملتزمة بالتصدي للتهديد الإيراني، وتمت مصادرة عشرات الصواريخ وآلاف البنادق العام الجاري".

اقرأ أيضاً: تقليم أذرع إيران في الشرق الأوسط.. ما دلالات الهزائم المتكررة في اليمن؟ 

وهو ما ذهبت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي ذكرت في الثامن من يناير، أن ميناء جاسك الإيراني، يمكن أن يكون مصدراً لكميات ضخمة من الأسلحة، صادرتها البحرية الأمريكية في منطقة بحر العرب، مردفةً عن تقرير سري للأمم المتحدة، أنه من الممكن أن يكون الميناء المذكور "مصدر الآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة".

كما ذكرت مسودة التقرير، التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إن "قوارب خشبية صغيرة ووسائل نقل بري استخدمت في محاولات لتهريب أسلحة على طول المسارات المؤدية إلى اليمن، وهي مسارات حاول الجيش الأمريكي منذ سنوات إغلاقها".

الانتقام لغة إيران

ولا يحتاج المتابع إلى الكثير من الجهد، ليتأكد من مسؤولية إيران والنظم التي على شاكلتها، عن أزمات الشرق الأوسط، التي يصنعها الغرور والتباهي بالقوة العسكرية الزائفة، ويمكن في ذلك الصدد التطرق إلى العديد من التصريحات الإيرانية التي تؤكد ذلك، منها في العاشر من يناير، عندما أكد الحرس الثوري الإيراني، أنهم "باشروا في الانتقام الشديد، وما يزال جزء آخر منه باقياً"، إذ قال قائد الحرس الثوري، حسين سلامي: "لقد باشرنا في الانتقام الشديد، وما يزال جزء آخر منه باقياً، والجميع يعلم ذلك بالتأكيد.. على المسؤولين الأمريكيين أن يعلموا أنه لا يمكن مهاجمة أمة البقاء بمأمن من الانتقام".

اقرأ أيضاً: قائد فيلق القدس الإيراني يصل بغداد ويجتمع بقادة "التنسيقي"

بينما زعم رئيس منظمة التعبئة "الباسيج" في الحرس الثوري، العميد غلام رضا سليماني، أن "الفتح النهائي في اليمن قريب جداً"، وهو ما يوضح مدى التدخل الإيراني في اليمن، وأن أي قرار ينفذه الحوثيون في اليمن أو خارجها، يكون معداً في طهران.. معلومة يؤيدها السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، عضو لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للشؤون الخارجية، الذي أكد أن ميليشيا الحوثي وكلاء لـ "إيران ويزعزعون استقرار المنطقة"، وأنه "لطالما بقي الحوثيون قوة بالوكالة للإيرانيين، فسنواجه مشكلة".

مشكلة يبدو أن إيران قررت نقلها من السعودية إلى الإمارات، وربما تنقلها إلى غيرها من دول المنطقة، ما دامت العقلية السائدة في إيران، هي تلك القائمة على الانتقام، التهديد، التنمر والعدوان.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!