الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • "التعاون الإسلامي".. والجهود الإيرانية لاستغلال المنظمة كجسر إلى السعودية

السعودية وإيران \ ليفانت نيوز

على الرغم من التشكيك فيها، وبمدى جديتها، في ظل المخططات التوسعية لطهران، إلا أن الأخيرة، وجهت منذ بداية العام الجاري، سيلاً من التصريحات، التي يستشف منها المتابع، رغبتها في بناء جسر مع الرياض، أو أقله إيقاف الحرب الغير مباشرة، في مواقع كثيرة، بعضها سياسي وبعضها اقتصادي، إضافة إلى الجانب العسكري.

اشتراطات إيرانية

ما يرفع نسبة الشك بتلك التصريحات، هو الاشتراطات التي تضعها طهران للحوار، فرغم أنها في موقع المعتدي على أمن الخليج، من بوابة المليشيا الحوثية في اليمن، إلا أنها تتظاهر وكأنها هي من يجري الاعتداء عليها، فأعلنت طهران، في التاسع من يناير الماضي، أن عودة علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية مرهونة بإعلان الرياض عن رغبتها في هذا السياق، زاعمةً أن نفوذها لن يكون ضد جيرانها أبداً.

اقرأ أيضاً: بايدن يأمر: أوصلوا الدعم للإمارات والسعودية وجميع أنحاء الخليج

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات صحفية حول المفاوضات الإيرانية السعودية في بغداد، إن "طهران مستعدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية في أي وقت تعلن الرياض رغبتها بذلك"، مشيراً إلى أن "السعودية ترغب ببحث كافة القضايا الإقليمية، لكن طهران تريد أولاً التركيز على القضايا والعلاقات الثنائية ومن ثم الانطلاق للشؤون الإقليمية".

وبالصدد، أوضح جليل رحيمي جهنابادي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، منتصف يناير، أنه "يجري إحياء العلاقات المهمة بين إيران والسعودية، وتستعد السفارتان لإعادة فتحهما"، موضحاً على حسابه في "تويتر": "يجري إحياء العلاقات المهمة بين إيران والسعودية، وتستعد السفارتان لإعادة فتحهما، وستكون لذلك آثار مهمة في تخفيف التوترات الإقليمية وزيادة تماسك العالم الإسلامي"، وفق قوله، متجاهلاً الإشارة إلى العدائية الإيرانية التي مزقت المنطقة، بجانب مشاريع توسع موازية في تركيا.

منظمة التعاون الإسلامي

في العام 2015، تم إغلاق نشاط مكتب التمثيل الإيراني لدى منظمة التعاون الإسلامي في جدة، بعد قطع العلاقات بين إيران والسعودية، عقب الهجوم على سفارة المملكة لدى طهران وقنصليتها في مشهد، وفي العام نفسه، عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في تلك المنظمة لمناقشة موضوع الهجوم على السفارة السعودية لدى طهران في جدة، ودانت القمة في بيانها الختامي "التعدي على المنشآت الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد" ووصفت الخطوة بأنها انتهاك صارخ لاتفاقيتي جنيف وفيينا، بشأن حماية المؤسسات السياسية وانتهاكا للقانون الدولي.

اقرأ أيضاً: بعد حادثة الطفل ريان.. السعودية تردم مئات الآبار

لكن وفي خضم الدعوات السعودية للسلام في المنطقة، فقد تم في السابع عشر من يناير الماضي، الإعلان عن استئناف عمل ممثلية إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية، بحضور 3 دبلوماسيين، بعد أن كانت متوقفة عن العمل على مدى السنوات الـ6 الماضية، وقد قال وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، إن "السعودية وافقت على أن تمنح التأشيرة لثلاث دبلوماسيين إيرانيين للحضور في ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة"، معتبراً أن "إصدار التأشيرات يعد مؤشراً إيجابياً وجيداً".

بينما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب سعيد زادة، إن "إيران مستعدة لإعادة فتح سفارتها في السعودية، والأمر يرجع للخطوات التنفيذية التي يقوم بها الطرف السعودي، ونسعى جهودنا أن يتم إكمال هذا الطريق بخطوات تنفيذية"، وبالفعل، بدأ دبلوماسيون إيرانيون في الثالث والعشرين من يناير، المشاركة في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي بالسعودية للمرة الأولى منذ قطع العلاقات بين البلدين مطلع 2016، بعد أن وصلوا إلى مدينة جدة السعودية لتمثيل بلادهم في المنظمة التي تضم 57 بلداً، حيث بدأت اجتماعاتها الوزارية التحضيرية.

مساعي إيران لاستغلال المنظمة

وفي إطار محاولاتها لاستغلال المنظمة، أصدرت طهران سلسلة من التصريحات، فأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في الثالث من فبراير الجاري، أن إيران والسعودية دولتان مهمتان في الخليج، متطلعاً إلى أن يسهم الحوار والتعاون بينهما إلى حل مشاكل المنطقة والعالم الإسلامي.

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أن عبد اللهيان أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، حيث بحثا "قضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية، ومسار العلاقات والتعاون الثنائي والمتعدد بين إيران ومنظمة التعاون الإسلامي وإعادة افتتاح ممثلية إيران لدى هذه المنظمة وبعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، مشيداً بجهود إبراهيم طه لاستئناف نشاطات مكتب البعثة الإيرانية لدى مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة.

اقرأ أيضاً: إيران تبدي جاهزيتها للحوار مع السعودية.. بجولة خامسة

من جانبه، أعرب إبراهيم طه عن دعمه لعملية المفاوضات بين طهران والرياض، مشيراً إلى أن وقوع المشاكل بين الدول الإسلامية مدعاة للأسف والحزن وداعياً باسم المنظمة "جميع الدول الإسلامية الشقيقة" إلى السلام والحوار فيما بينها، مرحباً بإعادة فتح مكتب البعثة الإيرانية لدى منظمة التعاون الإسلامي في جدة.

لماذا لا يمكن للمنظمة لعب دور الجسر؟

بينما دعا عضو لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فداحسين مالكي، منظمة التعاون الإسلامي، في السادس من فبراير، لأداء دور الوساطة مع السعودية، مشدداً على أهمية إزالة التوتر بين البلدين، وقال "إن الرأي العام العالمي يدرك تماماً أن التوترات القائمة بين البلدان الإسلامية، هي من تأجيج الولايات المتحدة والكيان الصهيوني"، ليجاهل المسؤول الإيراني عقب سنوات من التنكيل بالسوريين واليمنيين واللبنانيين، أن من تستخدم طهران المليشيات ضدهم "مسلمون".

لكن لا يمكن التعويل كثيراً على جهود منظمة التعاون الإسلامي أو غيرها، في إصلاح ذات البيّن ما بين السعودية وإيران، لأن أس المشكلة هو العقلية الحاكمة في طهران، وهو ما لا يريد حكام طهران تغييره، بدليل ما قاله فداحسين مالكي، عن أن المنظمة "تستطيع البرهنة للسعوديين أن تواجدهم في اليمن، يسفر عن إلحاق الضرر وعليهم سحب قواتهم منه".

اقرأ أيضاً: السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من مليون حبة مخدر

زاعماً أن القلق والهواجس تتمثل بالتواجد السعودي في البلدان الإسلامية، والذي يستشعر أنه "يتم بإيعازات من أمريكا والكيان الصهيوني"، دون أن يتمكن فداحسين مالكي، إخبار المسلمين قبل غيرهم، عن مسؤولية إسرائيل وأمريكا عن مليشيات "حزب الله" و"الحوثي" و"الحشد الشعبي" و"الفاطميون" و"الزينابيون"، وغيرهم العشرات من المليشيات، التي تستخدمها إيران لتنفيذ مشاريعها التوسعية على حساب دماء "المسلمين" ممن تتشدق بالحديث عن مصالحهم، وهو ما ينسف إمكانات أن تكون منظمة التعاون الإسلامي جسراً للربط بين طهران والرياض.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!