الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
مهاجرون سوريون

عمد الشاب السوري مصطفى حبش البالغ من العمر 29 عاماً، على توثيق كافة مراحل رحلة لجوءه المحفوفة بالمخاطر من تركيا إلى أوروبا وبكل تفاصيلها.

ووثق حبش المنحدر من مدينة جرابلس في الشمال السوري، مسار رحلته عبر سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر" ويرفقها بالصور والفيديو من حدود الدول التي كان يحاول اجتيازها أملاً في الوصول إلى بلجيكا، ليستقر فيها مع شقيقه الذي يصغره في السن والذي رافقه طوال مدة الرحلة.

وقرر الشاب السوري الذي كان يقيم في تركيا قبل أن يقرر مغادرتها أخيراً، أن سيطرة تنظيم "داعش" على مدينته جرابلس، كانت السبب الرئيسي في تركه لمسقط رأسه وإقامته لاحقاً في تركيا التي وصل إليها قبل حوالي ثماني سنوات وغادرها قبل نحو ثلاثة أشهر.

وكشف حبش لـ"العربية.نت" إن "العنصرية تجاه السوريين في تركيا هي التي دفعته لمغادرتها"، مشيراً إلى أنه "كنت أنتقد باستمرار عبر تويتر الممارسات التركية في الشمال السوري، لذلك كنت أشعر أنني في خطر فقررت المغادرة قبل حوالي ثلاثة أشهر".

كما أوضح أنه "بعد محاولتين فاشلتين للوصول إلى بلغاريا واليونان من اسطنبول، تمكن في المرة الثالثة من الوصول إلى بلغاريا بعد رحلة سير على الأقدام استمرت 8 أيام، حيث وصل إلى العاصمة صوفيا وسُجِن فيها 11 يوماً، لكن بعد إطلاق سراحه مشى سيراً على الأقدام مجدداً لمدة خمسة أيام حتى وصل إلى صربيا".

وأضاف بالقول: "بعد ذلك، مكثت لمدة أسبوع في تجمعٍ للاجئين والمهرّبين في صربيا، ومن ثم وصلت إلى هنغاريا، ومن هناك وصلت إلى العاصمة النمساوية فيينا، حيث أخطط للذهاب إلى بلجيكا وجهتي النهائية".

وكشف الشاب السوري أنه تعامل خلال رحلته مع 4 مهرّبين، 3 منهم من الجنسية السورية والرابع عراقي، بهدف الوصول إلى بلغاريا واليونان، ومن ثم مع مهربين آخرين خلال محاولاته الوصول من بلغاريا إلى صربيا، ومن ثم مع 4 مهربين خلال محاولاته الوصول من صربيا إلى هنغاريا والنمسا.

وقال في هذا الصدد إن "الصفة المشتركة بين كل المهرّبين هي الكذب، فهم لا يلتزمون بالمواعيد التي كانوا يحددونها لنا".

اقرأ أيضاً: آلاف السوريين يستعدون للهجرة إلى أوروبا بسبب عنصرية الأتراك

كذلك أكد أن "الهروب من الشرطة الحدودية البلغارية كان صعباً، فعناصرها كانت تترك الكلاب البوليسية لمهاجمة اللاجئين"، مضيفاً أنه فقد هاتفه وهو يحاول الفرار من الكلاب عدة مرات.

كما أوضح أن "الشرطة التركية أيضاً كانت تستخدم العنف بحق اللاجئين، لكن الأمر كان مختلفاً مع الشرطة الهنغارية التي كان عناصرها يقبضون رشاوى بشكل علني، فقد طلبوا من كل شخص دفع مبلغ 300 يورو مقابل السماح لنا بتجاوز الحدود".

ولفت إلى أن "تكلفة الرحلة من تركيا إلى أوروبا بلغت حوالي 14300 يورو لشخصين"، في إشارة إلى شقيقه أيضا الذي رافقه.

والجدير بالذكر، أن مئات السوريين يحاولون بشكل يومي، في الوقت الحالي، عبور الحدود بين تركيا وبلغاريا وتركيا واليونان أملاً في الوصول إلى بلدٍ أوروبي يمنحهم حق اللجوء خاصة مع وجود مخاوف من ترحيلهم إلى سوريا بعدما أعلنت الحكومة التركية رغبتها في إعادة أكثر من مليون لاجئ إلى الأراضي السورية حتى منتصف العام المقبل.

كما يحاول سوريون آخرون الوصول إلى أوروبا عبر الجزائر بعد الدخول إليها بشكلٍ غير شرعي من ليبيا التي يصلون إليها غالباً عبر مطار بيروت.

وشهدت سوريا هذا الصيف ما بات يعرف بموسم جديد من الهجرة يشبه إلى حدٍّ كبير التدفق الجماعي الذي حصل في صيف العام 2015، عندما وصل مئات آلاف السوريين إلى أوروبا عبر الحدود البحرية بين تركيا واليونان.

وأدت الحرب السورية التي تستمر منذ عقدٍ ونيف إلى مغادرة ملايين السكان البلاد بحثاً عن الأمان والاستقرار، فضلاً عن حركة النزوح الداخلي بين مختلف المدن السورية.

ليفانت نيوز_ "العربية"

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!