Dark Mode
Thursday, 05 December 2024
Logo
The Survival of the Iranian Regime is Not in Anyone's Interest
محمود حكميان

لا يوجد شيء ملفت للنظر في الظروف السائدة في إيران يجعلها مختلفة عن الظروف السائدة في بلدان أخرى حول العالم. فالنظام الإيراني يعتبر نفسه على حق دائمًا ويعتبر أي معارضة له أو رفض لسياساته أو حتى أخطائه والأزمات الناجمة عن نهجه المشبوه بمثابة عداء لله والوقوف ضده. حتى أن قانون "المحاربة" قد تم سنه، مؤكدًا أن أي معارض للنظام، إذا تم القبض عليه، فإن دمه حلال ويجب إعدامه. ولهذا السبب، كان هناك دائمًا، ولا يزال، حاجز كبير بين النظام والشعب، الذي أصبح معروفًا على نطاق واسع بأنه يرفض النظام ويكرهه بشدة. إن حدوث ثلاث انتفاضات سياسية ضد هذا النظام في فترات زمنية متقاربة نسبيًا هو شهادة رئيسية على هذه الحقيقة.

لقد أدى استمرار تدهور الأوضاع في إيران وتداعياته إلى تفاقم معاناة الشعب الذي استشاط غضباً ولم يعد يلتزم الصمت. والأهم من ذلك أن النظام يدرك تماماً أن قمعه للانتفاضات الثلاث، وخاصة الأخيرة، لم ينجح في إنهاء نضال الشعب من أجل الحرية أو إطفاء نار تصميمه على إسقاطه، بل جعل الشعب أكثر إصراراً على رفض النظام وكراهيته له من أي وقت مضى، وزاد من نشاطه وحركاته الاحتجاجية. إن محاولات النظام الإيراني كسب ود الغرب والولايات المتحدة من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات، مع التركيز على رفع العقوبات الدولية، ليست سوى محاولة للتأثير على موقف الجمهور ضده وتغييره لصالحه. ولكن حتى في هذا الصدد، هناك القليل مما يمكن أن يبعث الأمل، كما سبق للشعب أن اختبر ذلك بعد الاتفاق النووي في عام 2015، حيث لم يتغير شيء، بل ازداد الوضع سوءا لأن النظام استغل كل الأصول غير المجمدة لصالح خططه وتدخلاته في المنطقة، وكذلك برامجه الصاروخية الباليستية.

إن الأهداف الرئيسية للنظام الإيراني من إظهار استعداده للجلوس على طاولة المفاوضات تنبع من عدة أسباب، أهمها شعوره بالضعف وإدراكه أن الظروف الحالية ليست في صالحه، فقد تصاعدت وتيرة النضال والمواجهة مع الشعب والمقاومة الإيرانية أكثر من أي وقت مضى، فضلاً عن أن النظام يسعى قبل كل شيء إلى التقاط أنفاسه بعد الضربات الموجعة التي تلقاها على جبهات مختلفة، ولكن من الخطأ أن نثق بهذا النظام ونواياه، فهو كالعقرب الذي لا يمكن الوثوق به.

لقد وصل الوضع الحالي للنظام الإيراني إلى نقطة حرجة وخطيرة، حيث وجد النظام نفسه في موقف لا يحسد عليه، خاصة وأن سياسة الانكماش التي ينتهجها بهدف تحسين وضعه وفرض سيطرته على الأمور لم تغير شيئاً بل زادت الوضع سوءاً. إن الشعب الإيراني يدرك الآن أن بقاء هذا النظام واستمراره يعني استمرار معاناته، فهو وحده من يدفع ثمن أخطاء النظام ونهجه المشبوه. لذلك فإن الشعبية المتزايدة للمقاومة الإيرانية ودورها المتنامي في مختلف أنحاء إيران يرجع إلى حد كبير إلى أن المقاومة الإيرانية رفعت لواء تغيير النظام ورفضت كل أشكال التواصل والتفاوض معه واستمرت في النضال ضده بمختلف الأساليب والوسائل، وخاصة في فضح وكشف جرائمه وانتهاكاته ضد الشعب الإيراني. ويؤكد الشعب الإيراني أن بقاء هذا النظام واستمراره ليس في مصلحة أحد، وأن التغيير الجذري في إيران من خلال إسقاط هذا النظام سيساهم في تعزيز وإرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

بقلم: محمود حكيميان