-
هل تكسب إيران موقعة الجنوب السوري؟
احتفل فرع الأمن العسكري في مدينة السويداء، وفي مدينة صلخد، جنوب السويداء، بانتصاره مع الجماعات الموالية له من جماعة السعدي والدفاع الوطني وغيرها، على فصيل ما عُرف بقوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري. بعد حصار قرية خازمة الحدودية التي تحصّنت بها القوة، وتقع شرقي المحافظة القريبة من الحدود الأردنية، ومقتل قائدها سامر الحكيم.
هذا الاحتفال يطوي مرحلة من الصراع الدائر في الجنوب، ليفتح مرحلة من الصراعات قد لا تنتهي في الأمد القريب.
فعلى الصعيد الدولي، يبدو أن الأمن العسكري وجماعاته من مهربي المخدرات الموالين لإيران، قد استشعروا خطر التسريبات حول نيّة المملكة الأردنية بالتعاون مع قوّات التحالف في منطقة التنف، بتقديم دعم لفصائل محليّة قادرة على مواجهة عصابات تهريب المخدرات عبر أراضيها، خاصة بعد تصريحات العاهل الأردني حول ملء الفراغ بعيد الانسحاب الروسي في الجنوب، ووصول تعزيزات عسكرية للتحالف من جهة، ومن جهة ثانية وصول تعزيزات عسكرية قادمة من دمشق إلى اللواء 112 والفوج 178 راجمات بدرعا، وإلى مطار الثعلة في محافظة السويداء، وقدرت بـ 1000 عنصر من لواء أبو الفضل العباس وحزب الله، وقد أتوا فجراً حسب تصريح الأهالي في تلك المنطقة بعيداً عن العيون، ووصول باصات مبيت تضم حوالي 100 عنصر إلى بلدة ملح، مع تداول الأنباء عن رفع الجاهزية لتلك الميليشيات.
اقرأ المزيد: التوتر بين طهران ووكالة الطاقة الذرية يطيح بالريال الإيراني
فيتساءل الناشطون والمجتمع الأهلي، هل كانت خطوة ضرب قوة مكافحة الإرهاب، ضربة استباقية للمشروع الذي أعلن عنه في التسريبات بين المملكة الأردنية وقوات التحالف في التنف؟ حيث كان قد أعلن حزب اللواء ومن خلفه قوة مكافحة الإرهاب تعاملهم مع التنف. وبهذا تكون إيران وحزب الله قد تغلغلوا في الجنوب وأمنوا على خطوط التهريب من ناحية، ومن ناحية أخرى، يكونون قد قضوا على إحدى الفصائل التي تحارب وجودهم في المنطقة الجنوبية.
وعلى الصعيد الداخلي، بإعلان الاحتفال من خلال إطلاق الرصاص ورمي جثة قائد المجموعة في ساحة المشنقة وسط السويداء، وكذلك حصار القرية التي تحصّن فيها الفصيل المذكور، مع توجيه ضربة من مؤسسة تابعة للنظام وبالتحالف مع جماعاتها الداخلية إلى فصيل محلّي كسابقة في مراحل الصراع السابقة. ويذكر أن العديد من أهالي القرية شهدوا على عمليات نهب وتعفيش للممتلكات وحرق لبعض البيوت، وترويع السكان. فهل هي عودة لنشاط جيش النظام في الأماكن التي يسيطر عليها، خلافاً لما كان سائداً بمنع الأجهزة الأمنية من الاعتداء على السكان الآمنين في بيوتهم حسبما كانت تردد فصائل المنطقة من منع التعدي منا وعلينا، وهل سيتكرر السيناريو السوري في السويداء وفي مناطق أخرى مؤهلة لهذا؟ وما موقف تلك الفصائل التي ما زالت تتحدث عن حماية الأرض والعرض وقد لاذت بالصمت دون أي تصريح منها، أقله يدين مهاجمة البيوت والسكان الذين لا علاقة لهم بقوة مكافحة الإرهاب؟
كل هذا يؤكد نيّة وعزم النظام وحلفائه على إنهاء الوجود المسلح لأي فصيل يعترض على الوجود الإيراني في الجنوب، خاصة بعد العمليات التي قامت بها ميليشيا راجي فلحوط التابع لشعبة المخابرات العسكرية ضد أبناء العشائر وغيرهم ممن تتهمهم بالخروج عن القانون. وبهذا تسيطر هذه الميليشيات على المحافظة وبمباركة، إمّا معلنة من أحد شيوخ العقل في الهيئة الروحية في المحافظة، أو صامتة من قِبل باقي الهيئة، مما يعني شرعنة العنف وقانون القوة واستمراراً للفلتان الأمني والقتل المجاني والخطف والسرقات والفساد والمحسوبيات، وسط حالة من الترقب والانتظار للأهالي لما سيحدث، وهم يرزحون تحت وطأة الضغوط الاقتصادية من فقر وعوز وفقدان لأبسط مقوّمات العيش.
اقرأ المزيد: تدمر.. ميليشيات موالية لإيران تهد المنازل
بعض الأهالي تعاطفوا مع قوة مكافحة الإرهاب التي قُضي عليها، بل وصبّوا غضبهم على فصيل رجال الكرامة لعدم مساندته للقوة. والغالبية لا حول لهم ولا قوة، بانتظار حلول أكبر قد تكون بفرض منطقة آمنة في الجنوب على شاكلة المزمع إقامتها في الشمال. لتبقى المنطقة مفتوحة على الاحتمالات، فهل يستطيع النظام مع حليفة الإيراني وحزب الله ومرتزقته من جماعات التهريب والدفاع الوطني بسط نفوذهم، بظل غياب تام للدور الروسي، وغياب فصائل تضاهيها بالقوة والبطش أم أن التحالف والمملكة الأردنية لهما كلمة وسيناريو آخر يجري الإعداد له بظلّ الصراعات الدولية على الجغرافية السورية؟
ليفانت - سالم المعروفي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!