-
مُراجعة مُستقلة للخدمات في مشافٍ بريطانية يكشف تسيباً ولامُبالاة
تحديات كبيرة تنتظر أقسام الولادة في شبكة خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، في ظل اتهامات بـ فضيحة، بعد أن مات أطفال وأمهات، أو أصيب أطفال بإعاقات بعد إخفاقات كارثية في الرعاية الصحية، حسب ما كشفت مراجعة مستقلة حول وحدة الولادة في مستشفى "شروسبيري" ومستشفى "تيلفورد" اللتين تأسّستا قبل ما يزيد على 40 عاماً.
وبيّنت المراجعة التي نشرت نتائجها المسرّبة صحيفة "ذا تايمز"، وفاة 42 طفلاً وثلاث أمهات، فضلاً عن 51 حالات تلف دماغ أو شلل دماغي للرضّع، و47 واقعة تتعلق بالرعاية متدنية المستوى، وينتظر فحص مئات الحالات المحتملة الأخرى.
ودونت الصحيفة مُعاناة الأهل والأقارب والأمهات اللواتي فقدن أطفالهن، ونقلت عن ريان ديفيس، التي توفيت ابنتها في عام 2009، قولها: "إنهم لا يتعلمون من الدروس"، مؤكدة أنها تعتزم ملاحقة الموضوع، وصولاً إلى توجيه تهم القتل غير العمد إلى الشركات مقدمة الخدمة الصحية.
ووفق التقرير المسرّب الذي اطلعت عليه أيضاً صحيفة "ذا إندبندنت"، كان "هناك 22 ولادة قبل الأوان لأجنّة ميتين، وثلاث وفيات في أثناء الحمل، و17 وفاة لحديثي ولادة، وكان النطاق الأولي للمراجعة ينحصر حول 23 حالة، بيد أنّ العدد ارتفع إلى أكثر من 270 حالة، يعود تاريخ بعضها إلى عام 1979".
ويستنتج المحققون أن العائلات التي فقدت أحد أحبائها في المستشفى، سواء طفل أو أم، لم تُعامل بلطف أو احترام، وأن الأطفال الذين توفوا كان يشار إليهم بـ"ذلك"، وكأنّهم أشياء وليسوا بشراً، وفي إحدى الحالات لم تبلّغ العائلة بأن جثة طفلهم أُعيدت بعد فحص الجثة، ما يعني أن الجثة تركت لتتحلل، ولم تتمكن العائلة من إلقاء نظرة وداع أخيرة على طفلها.
ويعتقد التحقيق أنّ مقدمي الخدمة الطبية فشلوا في معرفة أنّ مخاض الولادة ليس طبيعياً، وأنّ عليهم مراقبة نبضات القلب بنحو صحيح، الأمر الذي أدّى إلى إصابة أطفال بتلف في المخ، وكان الموظفون يكذبون في كثير من الحالات رغم حدوث تلك المآسي على نطاق واسع، ويقولون للآباء إنّها الحادثة الأولى في المستشفى.
وكشفت المراجعة أنّ الأخطاء متكرّرة، وهي تشبه في كثير من الأحيان حالات أخرى مماثلة، لافتةً إلى كون الثقافة الرائجة في الوحدة أو القسم منعت أي جهود لتحسين الأوضاع.
ويتم إجراء المراجعة المستقلة من قبل القابلة دونا أوكيندين، التي قدمت تقريراً مؤقتاً إلى سلطة "تحسين خدمات الصحة الوطنية" المسؤولة عن تحسين رعاية المرضى في فبراير/ شباط الماضي، وصرّحت أوكيندين إنّ الوثيقة سُرِّبَت بناءً على طلب "تحسين خدمات الصحة الوطنية"، ولم يكن من المقصود أن تنشر، وأضافت أن "العائلات تريد تقريراً واحداً شاملاً ومستقلًا يغطي جميع الحالات المعروفة"، وأنها تعمل مع فريق المراجعة المستقل الخاص بها بجد لتحقيق ذلك.
ولعل أكبر فضيحة في خدمات الصحة الوطنية قد كانت في موركامب باي، شمال غرب بريطانيا، حيث توفي 11 رضيعاً في مستشفى بين عامي 2004 و2013.
ليفانت-وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!