-
مزاحم الحويت لليفانت: المادة 140 لن تسقط بالتقادم.. وطبقت بيوم الاستفتاء
- الانتخابات النيابية الأخيرة اثمرت عن نتائج إيجابية، وحققت نجاحاً كبيراً في اختيار رئيس البرلمان ونائبيه
- الميليشيات الموالية لإيران اصبحت ضعيفة ولم تعد مسيطرة على الأوضاع التي كانت سابقاً
- المادة 140 هي مادة دستورية موجودة في الدستور العراقي، لا يمكن إلغائها ولن تسقط بالتقادم
- المحافظات التي سقطت بيد داعش هي معرضة مرة أخرى لعمليات إرهابية من قبل عصابات داعش
- المادة 140 قد طبقت في يوم الاستفتاء، وهذه المناطق الآن محتلة من قبل الفصائل المسلحة
تشكل المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان العراق، شريطاً يمتد من الحدود العراقية السورية، حتى الحدود العراقية الإيرانية، ويبلغ طوله ألف كلم، بمساحة 37 ألف كيلو متر مربع، وتعد محافظة كركوك الغنية بالنفط أهم هذه المناطق.
وقد تعرضت هذه المناطق في العام 2014، لهجوم شرس من قبل مسلحي داعش الإرهابيين، الذين سيطروا على ثلث مساحة البلاد، وعانت هذه المناطق من ويلات الاجتياح كثيراَ، وما زالت تعيش أوضاع أمنية سيئة وندرة خدمات، نتيجة تواجد ميليشيات كثيرة وعودة الخلايا النشطة لتنظيم داعش الإرهابي، وخروجها عن سيطرة القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، وهناك أمل كبير بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وللوقوف على أخر التطورات الأمنية والمعيشية في تلك المناطق، ألتقى مكتب "ليفانت نيوز" في القامشلي شمال سوريا، مع الشيخ "مزاحم الحويت"، الناطق الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، وكان لهم الحوار التالي:
◄بداية، كيف تنظرون إلى الخريطة السياسية الجديدة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة؟ وهل هي فاتحة خير لأحداث تغير ما في العراق؟
"الخارطة السياسية الجديدة بدأت تظهر نتائجها نحو الطريق الصحيح لبناء العراق، من جديد لأن الشعب العراقي منذ العام 2003، وهو يعيش في اضطهاد وقتل وتهجير والقوي يأكل الضعيف، وهذه الانتهاكات ظهرت بشكل علني وأمام المنظمات الدولية وغيرها وتسببت بدخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطق المحافظات الغربية التي عانت من الجرائم التي ارتكبت في حقها وفرض الإتاوات على المواطنين".
"طبعاً الانتخابات النيابية الأخيرة اثمرت عن نتائج إيجابية، وحققت نجاحاً كبيراً في اختيار رئيس البرلمان ونائبيه نعتبرها رسالة واضحة إلى الشعب العراقي الذي عانى من الأوضاع المعيشية، وسوف تحدث تغيرات كبيرة في الأيام المقبلة لأن الشعب العراقي أصبح أسيراً بيد مافيات وشخصيات كان معروف تاريخها واليوم هي من كانت تحكم العراق، وما نراه في الأيام الماضية، هو أن العراق، يسير في الاتجاه الصحيح وبدا واضحاً في المحافظات الجنوبية والغربية باستثناء إقليم كوردستان الذي لديه حكومة وبرلمان ترف على الأوضاع هناك".
◄هل ترون تراجعاً في النفوذ الإيراني بالعراق؟ وهل هناك مخاوف في العراق من رؤية السيناريو اليمني عندما انقضت ميليشيات الحوثي على الحكم في صنعاء؟
"طبعاً نعم بعد اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، الميليشيات الموالية لإيران والموالية لحزب الله وحسن نصر الله والمرتبطة بأجندات خارجية اصبحت ضعيفة ولم تعد مسيطرة على الأوضاع التي كانت سابقاً، تحت نفوذها لأن في السابق قبل مقتل قاسم سليماني كان هذا الأخير يدعم هذه الميليشيات بالمال والسلاح وغيرها، ولكن بعد مقتله ضعفت هذه الميليشيات وتقلص الدور الإيراني في العراق بدليل المحافظات الجنوبية اليوم ترفض التواجد الإيراني وهي إشارة واضحة بأن إيران فقدت الكثير من مصالحها في العراق، لكن هناك مخاوف من عمليات تشنها هذه الميليشيات بعد تشكيل الحكومة القادمة لأن هذه الميليشيات التابعة لكتلة الإطار التنسيقي بدأ يفقد الأمل بعد انتخاب السيد الحلبوسي ونائبيه في رئاسة البرلمان، وسيكون هناك انتخاب لرئيس الجمهورية وتوجد مخاوف جدية في رؤية وتكرار المشهد اليمني في العراق وتدهور الأوضاع الأمنية بعد اختيار رئيس الوزراء".
◄هل صحيح أن المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بمعالجة تبعية هذه الأراضي قد سقطت بالتقادم في ضوء التصريحات الكثيرة للسياسيين العراقيين؟ أم أن هناك جدية وأمل في تطبيق هذه المادة؟
"المادة 140 هي مادة دستورية موجودة في الدستور العراقي، لا يمكن إلغائها ولن تسقط بالتقادم مهما كان ولا يمكن للحكومة والبرلمان العراقي إلغائها لأنها مادة تم الاتفاق عليها بين جميع الكتل السياسية، وهي مادة فعالة تخص المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان العراق، والسياسيون الذين يتحدثون بضرورة إلغائها وأنها سقطت بالتقادم هم الآن لا دور لهم وهي مادة ملزمة وسيتم تطبيقها، وقد صوت الأهالي في هذه المناطق عام 2017 لصالح الاستفتاء والانضمام لإقليم كوردستان، لذا هناك جدية في هذا الموضوع والحكومة العراقية القادمة ومن خلال بعض الأحاديث أنه تم الاتفاق على عودة قوات البيشمركة إلى هذه المناطق المتنازع عليها، وإشراكها مع القوات الاتحادية كغرفة عمليات مشتركة، وأيضاً لا بد من التذكير هنا بأن المادة 140 متعلقة بسكان هذه المناطق وهم من يجب أن يقرروا مصيرهم".
◄في التاسع من شهر تشرين الأول عام 2020 وقعت الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم اتفاقية سنجار التي تنص على تطبيع الأوضاع في المدينة المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني وفصائل الحشد الشعبي منها، لأجل تأمين عودة جماعية للنازحين، برأيك لماذا لم يتم إلى الآن تنفيذ بنود هذا الاتفاق على أرض الواقع؟
"بخصوص اتفاقية سنجار المبرمة بين بغداد وأربيل، والتي تم التوقيع عليها عام 2020، بإشراف الأمم المتحدة، طبعاً هذا الاتفاق لن يتم تنفيذه بسبب تواجد الفصائل المسلحة وعناصر منظمة حزب العمال الكردستاني في سنجار، اللذان يعرقلان تنفيذ بنود هذه الاتفاقية لخدمة الاجندات الخارجية ومع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيتم تنفيذ الاتفاقية وإخراج جميع الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني من قضاء سنجار، تأميناً لعودة النازحين وعودة قوات البيشمركة لمساندة القوات الأمنية وتأمين المدينة وهذه الاتفاقية ضرورية، لأن المدينة تعاني من انتهاكات قتل وخطف وفرض إتاوات على المواطنين، ولا توجد هناك أي خدمات بسبب وجود هذه المجاميع المسلحة، وهناك أمل كبير في تطبيق هذه الاتفاقية مع تشكيل الحكومة العراقية".
◄هل تخشون من مغادرة القوات الأمريكية للعراق؟ وماذا كان موقفكم من هذه المغادرة؟ وهل هناك مخاوف من عودة تنظيم داعش إلى هذه المناطق؟
"طبعاً هناك تخوف في المحافظات الغربية من عمليات إرهابية بعد مغادرة القوات الأمريكية، هذه المحافظات التي سقطت بيد داعش هي معرضة مرة أخرى لعمليات إرهابية من قبل عصابات داعش، والآن هناك عمليات قتل وخطف وتهجير في مناطق كركوك وخانقين والدبس والرشاد ومخمور وهناك في صحراء الانبار، وإن مغادرة القوات الأمريكية ليس لصالح المكونات العراقية والدولة العراقية، إنما يخدم إيران ودول الجوار لتنفيذ مشاريعها واجنداتها في العراق، ولم نرفض خروج هذه القوات ووضحنا بأن القرار يعود إلى الحكومة العراقية، وهي من تتحمل المسؤولية الأمنية في مناطقنا بعد خروج القوات الأمريكية".
◄إلى أن يتم تطبيق المادة 140 في يوماً ما، وفي ظل الانتشار الواسع للكثير من فصائل الحشد الشعبي ومخالفاتها وانتهاكاتها الكثيرة حسب شهادات وتقارير وسائل إعلام مختلفة والهجمات المتكررة هنا وهناك من قبل خلايا داعش، كيف ترون هذا الوضع القلق؟ وهل هناك سبل لمعالجة هذا الواقع برأيك؟
"كما قلت في إجابة سابقة، المادة 140 قد طبقت في يوم الاستفتاء، وهذه المناطق الآن محتلة من قبل الفصائل المسلحة، ونحن على يقين من خلال تحركاتنا مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة والدول الأوربية والولايات المتحدة، نؤكد على معالجة هذا الموضوع وإنشاء الله بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ستكون هناك اجتماعات بخصوص تنفيذ اتفاقية سنجار ومحاولة تطبيق المادة 140 بشكل جزئي بإشراف الحكومة العراقية والأمم المتحدة والجانب الأمريكي، ولسنا قلقين من الأوضاع الأمنية التي تشهدها المناطق المتنازع عليها، لأننا نحمل الحكومة كامل المسؤولية، ولأن هذه المناطق خارج سيطرة القوات العراقية والبيشمركة، ومحتلة من قبل المجاميع المسلحة وتنشط فيها خلايا داعش".
ليفانت–سوريا – مكتب القامشلي
رودوس خليل
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!