الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
لماذا تستهدف إسرائيل
لماذا تستهدف إسرائيل "لواء التدخل السريع"؟

لماذا تستهدف إسرائيل "لواء التدخل السريع"؟

يعرب الدالي - خاص ليفانت


قصف الطيران الإسرائيلي معسكر تدريب لواء التدخل السريع، أحد الميليشيات الإيرانية شرق حمص، ما أسفر عن قتل 30 عنصراً سورياً على أقل تقدير، بالإضافة إلى قيادات إيرانية وجنسيات أخرى.


حيث دمرت الغارات الإسرائيلة ستة كتل من الأبنية المتواجدة داخل المعسكر، بحسب ما أفاد به "خالد.م" و هو أسم مستعار لأحد عناصر هذه الميليشيا لمجلة ليفانت.


إذ أكّد "خالد.م" الذي طلب أخفاء هويته حرصا ًعلى سلامته، أن الأبنية التي دمرت هي إحدى مهاجع الجنود الجدد الوافدين إلى المعسكر، وأنّ أغلبهم من عناصر التسويات الذين ينحدرون من مناطق سوريا متنوعة، أبرزها ريف حمص الشمالي، الذي وقّعت المعارضة فيه اتفاق تسوية مع الجانب الروسي. وقد مهّد الإتفاق يومها لعمليات تهجير قسم من سكان الريف إلى شمال سوريا فيما أختارر من بقي من الشباب في الريف أن ينضموا إلى ميليشيات النظام كي لا يتعرضوا إلى للاعتقال.


وكان هو نفسه قد انضمّ إلى لواء التدخل السريع، بعد انضمامه إلى إحدى هذه التسويات، وأوضح أن من بين الأبنية التي دمّرتها الغارات مستودعات ذخيرة، وصالة تدريب، وصالة طعام، بالإضافة إلى مقر قيادات المعسكر، وهم سوريون وإيرانيون وعراقيون.

أما عن أعداد من قتل منهم فلم يتمكّن من الحصول على إحصائية دقيقة، إذ أنّهم منعوا من الإقتراب من هذا البناء بعد قصفه، إلا أن عدد الموجودين في داخل البناء قبل القصف بساعات كان 12 شخصاً..


تطابقت شهادة خالد مع شهادات سكان أخرين من ريف حمص الشمالي، جمعتها مجلة ليفادت، تحدث فيها الشهود عن وصول موكب يضم 30 جثة دفعة واحدة إلى مدن وقرى الريف، خاصة مدينة الرستن التي ينحدر منها عناصر اللواء، وقد قتلوا جميعاً أثناء مشاركتهم في معسكر تدريبي تم قصفه من قبل الطيران الإسرائيلي، بحسب ما أخبر ضباط النظام المرافقين للموكب أهالي القتلى، دون تحديد مكان وتاريخ القصف.


وكان لواء التدخل السريع في سوريا قد تشكّل مطلع عام 2014، وكانت بدايته في أرياف حماة وحمص كميليشيا تابعة للدفاع الوطني، على غرار عشرات الجماعات التي اسسها النظام السوري من الموالين له، كي تكون قوات رديفة للجيش وأجهزة الأمن في قمع الثورة السورية، لكن سرعان ما خرج هذا التشكيل عن سيطرة النظام، ليصبح ميليشيا إيرانية التمويل والتوجّه، يقاتل تحت إشراف قياديي إيرانين موجودين داخل التشكيل بشكل مباشر.


لماذا تستهدف إسرائيل "لواء التدخل السريع"؟


وبحسب الشهادة التي أدلى بها "خالد.م" لـ"ليفانت": "يتزعم هذه الميليشيا "خيرالله الشيخ علي" المعروف بـاسم " الحاج رضا"، وهو ضابط سابق في الجيش السوري سرّح تعسفيا عام 1996، وكان يشغل رتبة مساعد أول يومها، نتيجة قضايا فساد في معبر نصيب، مكان خدمته السابق".


ينحدر "الحاج رضا" من مدينة الرستن شمال حمص، و"ظهرعام 2014 في إيران بصفته ممثلاً عن الطائفة السنية في حمص، قبل أن يعود ويتزعم ميليشيا التدخل السريع، والتي كانت تضم في بداية تشكلها حوالي 200 مقاتلاً، أغلبهم من أقربائه وسكان قرى ريف حماة، سرعان ماتضاعف عدد عناصر هذه الميليشيا نتيجة بروز اسمه".


وقد لمع أسم "الحاج رضا" في المعارك التي خاضها مع قوات النظام أكثر من متلك التي خاضها مع الجيش الحر!

ويؤكّد خالد، أنّ "الحاج رضا" هو من قام بقصف مقر الأمن العسكري في حماة بمدافع الهاون، نتيجة خلاف مع القائمين عليه، بعد توقيف عدد من عناصره من قبل فرع الأمن.


كما أشار "خالد.م" إلى أن "لواء التدخل السريع قام بمداهمة قرية خنيفس، إحدى أكبر معاقل النظام في ريف حماة، نتيجة قيام مجموعة عفيفي المسيطرة على القرية باعتقال نساء من أقارب الحاج رضا، ورفض إطلاق سراحهم". حيث دارت اشتباكات استمرت يومين، ولم تتوقف إلا بعد تهديد النظام السوري للطرفين بقصفهم بالطائرات.


تضاعف عدد عناصر هذه الميليشيا مجدداً في وقتٍ لاحق، بعد أنضمام العشرات من أبناء ريف حمص إلى صفوفه، نتيجة التسويات خاصة أبناء مدينة الرستن، إنطلاقا من إعتبارات عائلية وعشائرية تحكم المنطقة، ساعدت قائد اللواء باستقطاب الشباب الخائفين من الإعتقال من أجل تجنيدهم.


وبحسب "خالد.م" فإنّه "في بداية تشكل هذه الميلشيا اتخذت من اللواء 47 مقراً لها، وهو لواء مدرّعات يقع في ريف حماة الجنوبي، ويتخد من جبلي معرين وأبو دردة نقاط تمركز له" حيث تم بناء أقسام اللواء داخل هذين الجبلين، ما يعطيه حصانة أمام محاولات التقدم إليه من قبل الجيش الحر، وحوّلته ميليشيا لواء التدخل السريع لاحقاً إلى مقر لها، تنطلق منه عملياته، بالإضافة إلى حماية معمل البحوث العلمية في قرية براق القريبة أيضا.


بحسب شهادات سكان من القرى المحيطين باللواء أنهم دائماً ما كانوا يشاهدوا شخصيات إيرانية داخل اللواء، وقاموا بإنشاء أبنية سكنية لهم داخله، وكان بعضهم على تواصل مع سكان القرى أثناء تجوالهم في الأسواق القريبة..

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!