الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • غضب روسي بقاعدة حميميم من وزارة التربية بحكومة النظام سببه اللغة الروسية

غضب روسي بقاعدة حميميم من وزارة التربية بحكومة النظام سببه اللغة الروسية
r2غضب روسي بسبب اللغة الروسية

أدون عيسى ـ صحيفة ليفانت


استياء روسي ظهر في مركز المصالحة بقاعدة حميميم العسكرية التي تسيطر عليها القوات الروسية، ذكره لصحيفة ليفانت مصدر مقرّب من مركز المصالحة في القاعدة جراء القرار الذي أصدره معاون وزير التربية التابعة للنظام السوري "فرح المطلق" بتاريخ 2 سبتمبر و ينص على السماح لطلاب الصف العاشر بمحافظات ( دمشق ـ ريف دمشق ـ القنيطرة ـ السويداء ـ درعا ـ حمص ـ حماه ـ حلب ـ ادلب ـ اللاذقية ـ طرطوس ـ الرقة ـ دير الزور ـ الحسكة )بتغيير اللغة الروسية إلى اللغة الفرنسية بعد أخذ تعهد شخصي من أولياء أمورهم ،وتضمّن القرار ذكر لموافقة وزير التربية بحاشية تاريخ 25 آب/أغسطس على ماورد .


وأكد المصدر بأنه وفي إحدى المناسبات علم عن وجود قسم ثقافي ضمن مركز المصالحة يديره ضباط روس برتب متوسطة مهمتهم متابعة كل ما يتعلق بالنشاطات الثقافية الروسية ورفع تقارير بها لقادتهم في موسكو .


ووضّح قرار معاون الوزير "المطلق" الذي تم تعميمه على مديريات التربية في المحافظات المذكورة بأن سبب اتخاذه (تزايد عدد الطلاب الذين يرغبون بتغيير اللغة الأجنبية في بداية المرحلة الثانوية من اللغة الروسية إلى اللغة الفرنسية وبسبب عدم وجود اللغة الروسية في جميع المدارس وقلة الكادر التدريسي فيها).



وكانت وزارة التربية في حكومة نظام الأسد قد أصدرت قراراً عام 2014 ينص على إدراج اللغة الروسية في المناهج التعليمية بدءاً من العام الدراسي 2015 ـ 2016 إلى جانب اللغة الإنكليزية، على أن يتم الإختيار في الصف السابع بينها وبين الفرنسية كلغة ثانية ، وصرّح وزير التربية "هوزان الوز" في حينها بأنه مع انطلاق العام الدراسي 2015 ـ 2016 تكون الوزارة قد انتهت من جميع الاستعدادات لتعليم اللغة الروسية بدءاً من المناهج وصولاً إلى المعلمين والمدرسين.


ولا يُخفى على أحد سعي روسيا إلى غزو ثقافي مترافق باحتلالها العسكري للبلاد بعد دخولها عام 2015 لمساعدة نظام الأسد على عدم السقوط ومشاركتها بأعمال عسكرية نتج عنها مئات الآلاف من الضحايا، وملايين المهجرين، وتدمير المدن، والبلدات، والقرى، وأحد أشكال هذا الغزو الثقافي هو نشر اللغة الروسية، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الروسية "ستانيسلاف غابونينكو" في مطلع أغسطس من هذا العام: "اتفاق تم مع وزارة التعليم السورية سينظم دراسة اللغة الروسية في المؤسسات التعليمية الرسمية بين عامي 2019 و2021 وهناك شبكة من مراكز التعليم المفتوح باللغة الروسية ستظهر في سوريا خلال الأعوام ما بين 2019 و2025".


وباتت مشاهدة كتابات باللغة الروسية أمر شبه طبيعي خاصة في الساحل السوري بمدن تُعتبر تحت سيطرة مطلقة للتواجد الروسي حيث يتم تسمية كثير من المحلات التجارية ومعاهد تعليم اللغة بأسماء روسية وكتابتها بأحرف روسية، في الوقت الذي تعتبر أصوات معارضة بأن هذه التواجد غير شرعي واحتلال متضمناً غزو ثقافي مدروس ينفذه الروس بنجاح بمساعدة النظام الذي يؤمّن كل السبل لهذا الإختراق الذي وصل حد إعلان المركز الثقافي الروسي في بيروت المشرف على المركز الثقافي الروسي في دمشق على لسان مديره فاديم زايتشكوف: "بأنه من المقرر افتتاح كليات اللغة الروسية في جامعتي اللاذقية وحمص".


وبالعودة إلى قرار وزارة التربية في نظام الأسد بما يخص إمكانية تغيير طلاب الصف العاشر من اللغة الروسية إلى الفرنسية، قال هاشم ناشط من مدينة بانياس: "أعتقد بأن معاون الوزير سيُعفى من منصبه ولا تستغربوا ذلك، نلاحظ في الكثير من القطاعات قدرة الروس على تغيير مناصب وتعيين أشخاص ولائهم مطلق لها، لذلك مثل هذا القرار لن يمر بالنسبة لهم مرور الكرام خاصة بالساحل السوري الذي يشهد اهتماماً كبيراً من قبلهم بمحاولة اختراق المجتمع ثقافياً وتشكيل جمهور سوري متأثر بالثقافة الروسية، التي يتم نشرها من خلال اللغة وانتشار المعاهد بكثافة وكذلك المناسبات الثقافية التي تعبّر عن الترات والثقافة الروسيتين، وبدأنا نلاحظ تأثر الأطفال بهذه اللغة وهذه الثقافة وهو أمر خطير يشير إلى استراتيجية الروس الراغبين بالبقاء وقت طويل في بلدنا باحتلال ثقافي بعد العسكري".




وتؤكد شهد ناشطة من اللاذقية: "لافتات اللغة الروسية المنتشرة دون أي اعتراض من جهة حكومية على واجهات المحلات التجارية والمقاهي والمعاهد بات أمر طبيعي في شوارع المدن الساحلية بل هناك سياسة خبيثة يتبعها الروس لاستقطاب الطلاب لتعلم اللغة من خلال احتفالات ومناسبات لفرق مسرحية وراقصة تدعو إليها طلاب المدارس بشكل مجاني ،وفي ضوء المأساة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب بظروف معيشية سيئة نتيجة الحرب السورية سيجدون متنفس وفضول للتقرب أكثر من هذه الثقافة وتعلم اللغة".


وفي متابعة للخطة الروسية لتطمين أهالي الطلاب الذين يختارون اللغة الروسية في 170 مدرسة سورية بحسب إحصاءات رسمية صرّحت عنها وزارة تربية، وأين سيكون مستقبلهم، قامت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام باستحداث قسم اللغة الروسية في كلية الأداب بجامعة دمشق منذ عدة أعوام، على أن تضاف أقسام جديدة في جامعتي تشرين في اللاذقية والبعث في حمص، وكانت 25 جامعة روسية قد أقامت العام الماضي 2018 معرضاً في جامعة تشرين باللاذقية سهّلت له ونظمته وزارة التعليم العالي ليتعرف الطلاب على هذه الجامعات التي عرضت منح مجانية بكل الإختصاصات ولدرجتي الماجستير والدكتوراه ضمن خطوة اعتبرها دكتور في جامعة تشرين ـ نتحفظ عن ذكر اسمه ـ بأن ما يجري هو دس السم بالعسل، وبأن النظام بوزارته التعليمية الفاشلة وآمرهم الروسي يريدون للأبجدية الروسية والحلم الروسي أن يحتلا أدمغة طلابنا منذ طفولتهم على حساب بلد دمروه عسكرياً ويريدون تدميره ثقافياً.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!