-
تقليم أذرع إيران في الشرق الأوسط.. ما دلالات الهزائم المتكررة في اليمن؟
حالة من الارتباك أصابت أذرع إيران الإرهابية في المنطقة العربية بالتزامن مع التقدم الكبير على المستوى العسكري والجغرافي لقوات التحالف العربي والجيش اليمني، في عدة مناطق، وتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وعلى مدار الثلاثة أشهر الماضية، وجه التحالف العربي ضربات قاصمة للمليشيا الإيرانية، نجحت في تقليص نفوذها في اليمن إلى حد كبير، وتحرير مناطق جغرافية واسعة كانت تسيطر عليها، في السنوات الماضية، أبرزها مأرب والبيضاء وعدن، وأيضاً العاصمة صنعاء.
وفي تطور عكس مدى الانهيار الذي تعانيه المليشيا الإيرانية، استهدفت جماعة الحوثي مطار أبو ظبي، الاثنين، في حادث هو الأول من نوعه، وأكد مراقبون أنه جاء رداً على تقدم قوات التحالف العربي في عدة مناطق داخل اليمن وتحريرها بشكل كامل من قبضة التنظيم الإرهابي، وأشاروا في الوقت ذاته إلى الإصبع الإيرانية التي وفرت الدعم والسلاح والمخططات للمليشيا.
وبشكل عام، يضيق الخناق، عربياً وإقيليماً، على المليشيا الإرهابية الإيرانية، بفضل الضربات الناجزة للتحالف العربي، والتي كادت تصل للقضاء نهائياً على نفوذ إيران في اليمن، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على مصالحها الاقتصادية والسياسية التي يعمل الحوثيون على رعايتها على مدار نحو 10 سنوات، على حساب مأساة إنسانية يعيشها اليمنيون، تتفاقم يوماً تلو الآخر.
كيف أنهك التحالف المليشيا الإيرانية؟
ويرى الصحفي والمحلل السياسي اليمني، وضاح الجليل، أن تحرير مديرية بيحان في محافظة شبوة وسط اليمن، يمثل ضربة قوية للحوثيين، كسرت محاولاتهم بالتوغل في جنوب البلاد، والسيطرة على إحدى أهم المحافظات، جغرافياً واستراتيجياً واقتصادياً، وهذه العملية تفتح الطريق أمام ألوية العمالقة والقوات الموالية للحكومة الشرعية، لتحرير محافظة البيضاء المحاذية لمحافظة شبوة، وهي بمثابة قطع طرق الإمداد وطرق تهريب الأسلحة للحوثيين، وعدم تمكينهم من الحصول على الإمدادات.
وفي حديث لـ"ليفانت"، أوضح الجليل أن الحوثيين كانوا يحاولون التوغل في محافظة شبوة جنوباً، حيث سيمكنهم هذا من عزل العديد من المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة عن بعضها، بما يعني تقطيع أوصال هذه المناطق، وهو ما سيتسبب في إرباك كبير للحكومة التي تعاني من تنافس وانقسامات بينها والقوى الموالية لها في الصراع ضدالحوثيين.
فقدان مركز اقتصادي واستراتيجي هام
وأشار الكاتب اليمني إلى أن ما يسعى الحوثيون للحصول عليه من التوغل في محافظة شبوة هو السيطرة على الموارد الاقتصادية التي تكتنز بها، والوصول إلى ساحل بحر العرب والمحيط الهندي والاستيلاء على ميناء بلحاف لتصدير الغاز.
والسيطرة على محافظة شبوة تعني بالنسبة للحوثيين، تضييق الخناق أكثر على الحكومة الشرعية في أهم معاقلها في محافظة مأرب، التي يسعى الحوثيون لاقتحامها منذ عامين، وهي الأخرى تمثل أهمية اقتصادية واستراتيجية كبرى، وتقع شمال محافظة شبوة، التي تعد عمقاً استراتيجياً لمأرب.
اقرأ المزيد: الهجوم على دولة الإمارات.. أهدافه ومآلاته
ألوية العمالقة.. شبح المليشيا
وأكد الجليل أن هذه العمليات العسكرية التي انتصرت فيها ألوية العمالقة؛ تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، وهو ما يؤثر كثيراً على معنويات مقاتليهم من ناحية، وتراجع قدراتهم على حشد المقاتلين ونقلهم إلى الجبهات.
وتابع الجليل: "إذا ما استمرت العمليات العسكرية لألوية العمالقة والقوات الحكومية والمقاومة الموالية لها في هذا النسق القتالي بشكل متصاعد ومستمر؛ فإن الحوثيين سيجدون أنفسهم يخسرون مناطق أخرى في محافظة البيضاء التي تقع غرب شبوة، في نفس الوقت يمكن للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب أن تخفف من الحصار الذي يفرضه الحوثيون عليها منذ عامين في محاولة لاقتحامها، وأن تحقق تقدماً في عدد من الجبهات، حيث إن الحوثيين كانوا طوال هذين العامين يركزون جهودهم في مأرب وحدها، وساعدهم في ذلك هدوء بقية الجبهات في عموم مناطق القتال في البلاد".
سيناريوهات المستقبل
ولم يستبعد الكاتب اليمني حدوث تسوية سياسية بناء على التطورات الأخيرة؛ إذا ما حدث انسجام وتوحيد جهود بين القوى المؤيدة للحكومة الشرعية، واستدرك الحوثيون حينها موقفهم بعد هذه الانكسارات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقديمهم بعض التنازلات أمام الجهود الدولية لجمعهم مع الحكومة في طاولة المفاوضات؛ إلا أن ذلك سيكون بمثابة تهدئة وكسب الوقت من أجل إعادة التموضع وترتيب الأوراق وحشد المقاتلين مجدداً.
وأضاف: "لكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبر الحوثيين على تقديم تنازلات حقيقية والدخول في مفاوضات جادة؛ هو توحيد كافة القوات الموالية للحكومة الشرعية وتحريك جميع الجبهات، وتحقيق انتصارات سريعة تهدد النفوذ الحوثي في عمق نفوذه".
وفي عدة بيانات متتالية على مدار الأشهر الماضية، أعلنت قوات ألوية العمالقة، تكبيد الحوثيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وفيما توسع قوات العمالقة من مكاسبها العسكرية جنوب محافظة مأرب.
ونجحت قوات الجيش اليمني في تحقيق اختراق في مديرية الجوبة المجاورة، وما تزال المعارك مستمرة وسط انكسارات في صفوف المليشيات، وفرارها من جبهات القتال في البلق والعكد بالجبهة الجنوبية، بحسب وسائل إعلام يمنية.
اقرأ المزيد: استهداف أبو ظبي من قبل الميليشيات الحوثية
ومن جانبه، أشاد التحالف العربي بقيادة السعودية بالانتصارات التي حققتها قوات "ألوية العمالقة" الجنوبية، مؤخراً، في محافظة شبوة جنوب اليمن، واصفاً إياها "بالبطولات"، وقدم الشكر للإمارات على دورها في تطهير البلاد من المليشيا.
ليفانت - رشا عمار
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!