-
ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية برعاية أمريكية.. ورضاً من حزب الله وداعميه
-
عون: لا أبعاد سياسية للاتفاق الموقع مع إسرائيل
حاول الرئيس اللبناني ميشال عون التقليل من أهمية اتفاق ترسيم الحدود بين بلاده وإسرائيل، قائلاً: "لا أبعاد سياسية" للاتفاق الموقع برعاية الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، كبير المستشارين الأمريكيين لشؤون أمن الطاقة العالمي. وأضاف عون: "إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ولا يتناقض مع السياسة الخارجية لبلاده وعلاقاته مع الدول".
بمقابل ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن موافقة لبنان على اتفاق ترسيم حدوده البحرية "اعترف" بدولة إسرائيل، مضيفاً صباح اليوم الخميس 27 أكتوبر/ تشرين الأول، في اجتماع مجلس الوزراء، الذي يُعقد للمصادقة النهائية على الاتفاق قبل أن يوقع عليه بعد تسلمه من الوسيط الأمريكي، "هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره".
توقيع الاتفاق
وفي حديثه للصحفيين، قال إلياس أبو صعب، كبير المفاوضين اللبنانيين، إن الرئيس ميشال عون وقع نسخة الرسالة التي بموجبها يوافق على اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة يرسم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل.
ومن المقرر أن تقام بعد ظهر اليوم الخميس، مراسم اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في قاعدة الأمم المتحدة ببلدة رأس الناقورة الحدودية، بمشاركة فريق التفاوض الإسرائيلي ووفود من لبنان والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة.
اقرأ المزيد: لبنان يتسلم النص الرسمي لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل
وستتواجد المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونِتسك، التوقيع، حيث سيتم تسليمها الإحداثيات الجغرافية المتعلقة بترسيم الخط البحري التي اتفق الطرفان لحفظها في مصنفات الأمم المتحدة.
فيما بيّن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الاتفاق "سيأخذ شكل تبادل رسالتين، واحدة بين لبنان والولايات المتحدة وأخرى بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وقبل أن يتوصل الطرفان إلى الاتفاق كانا يتنازعان على الحدود البحرية والتي تعتبر غنية بالنفط في البحر المتوسط البالغة مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً.
من جهته، قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني المصنف في عدد من الدول العربية والغربية على لوائح الإرهاب، إن "ما يتم الاتفاق عليه ويوقعه الرئيس اللبناني ميشال عون، تكون الأمور قد أنجزت".
الوفد اللبناني في الناقورة
يصل إلى الناقورة ظهر اليوم وفد الجمهورية اللبنانية والذي يضم المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) العميد منير شحادة، وعضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط، ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير أحمد عرفة. وذلك لتسليم الرسالة الرئاسية الى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وتسليم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جوانا فرونتيسكا رسالة وقعها وزير الخارجية تتضمن تأكيد الاحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية اللبنانية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار، وذلك في حضور سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو.
حقول الغاز
يقع حقل قانا داخل الحدود اللبنانية، متجاوزاً الخط 23 في جزئه الجنوبي. هو حقل غير مطور بعد، لكن المسوحات أظهرت أنه قد يحتوي على كميات كبيرة من الغاز.
لكن كان للتدخل الفرنسي أهمية بإيجاد حل يسهل الحل، على أن تقوم شركة توتال الفرنسية التي يفترض أن تنقب عن الغاز في تلك المنطقة، بالتعويض لإسرائيل عن حصتها في الحقل، إنما من أرباح الشركة، أي توتال وليس من أرباح أو حصة لبنان.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تُعلن بدء تجارب التنقيب في حقل "كاريش"
أما حقل كاريش الذي يقع في المنطقة المسيطر عليها من الجانب الإسرائيلي، فهو يقع شرقي البحر المتوسط، على بعد 100 كيلومتر عن السواحل الإسرائيلية، بالقرب من حقلي تمار وليفيتان للغاز.
وتشير معلومات أوردها تقرير "بي بي سي عربية" أن "حقل كاريش يحتوي على 33 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي أقل من الكميات المقدرة في حقلي لفيتان وتمار".
وأضاف التقرير "يقلص حقل كاريش الاعتماد الإسرائيلي على مصادر الطاقة الأجنبية، وقد يتيح تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن والدول الأوروبية".
وكانت أعلنت شركة "إنرجيان" بدء إنتاج الغاز، الأربعاء عشية التوقيع، من حقل كاريش البحري الذي كان يقع في منطقة متنازع عليها وبات كاملاً من حصة إسرائيل بموجب الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي اعتبر الاتفاق "إنجازاً اقتصادياً"، إن بلاده بدأت الإنتاج من حقل كاريش، بينما "ستحصل تل أبيب على 17 بالمئة من أرباح حقل الغاز قانا الذي سيوفر أموالاً في اقتصاد الدولة تُستخدم في الرفاه والصحة والتعليم والأمن".
ردود أفعال
علق زعيم حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعحع على اتفاق الترسيم، معتبراً أنه "كان يجب القيام بهذه الخطوة منذ سنوات ولكن للأسف أنهى العهد هذا الملف الآن، لعله يساعد في إزالة العقوبات عن باسيل". لافتاً جعجع إلى أن "الاتفاق أفضل من لا اتفاق ولا سيما أنه فتح آفاقاً معينة للبنان ولكن هذا يتوقف على وجوب تغيير المنظومة الحاكمة الفعلية".
وقالت النائبة بولا يعقوبيان عن ترسيم الحدود البحرية: "هناك تطابق بين كلام السفيرة الأمريكية وأمين عام حزب الله"، في إشارة إلى أن موقف الحزب يتعارض مع شعارته التي لطالما رفعها للمزاودة على معارضيه.
وقال الشيخ أحمد قبلان "ترسيم الحدود اللبنانية البحرية جنوباً، تحول تاريخي لصالح لبنان، وكسر استراتيجي للهيمنة الإسرائيلية، وضربة قوية للحصار الأمريكي وفرصة هائلة للإنقاذ الذاتي اللبناني، والسبب فيه قرار وطني شجاع ومقاومة قوية بحجم ميزان المنطقة".
ولا يمكن أن ننفي بأي شكل من الأشكال أن الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا ما بعد 24 فبراير/ شباط الماضي، كانت سبباً لكل الموقعين على اتفاقات ترسيم الحدود البحرية أو الاستعجال لإنجازها بين دول حوض المتوسط.
ليفانت – الخاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!