الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني.. استراتيجيات جديدة أم البقاء داخل الأسوار المغلقة؟

  • شي جين بينغ: "أتعهد بالعمل بجدّ لإنجاز مهامنا"
المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني.. استراتيجيات جديدة أم البقاء داخل الأسوار المغلقة؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ/ ليفانت نيوز

اختتم، يوم أمس السبت 22 أكتوبر/ تشرين الأول، المؤتمر العام الـ20 لحزب الشيوعي الصيني، في العاصمة بكين، والذي امتد أسبوعاً كاملاً. شهد خلاله تعديلاً للدستور وإقراراً لرؤية الرئيس الحالي "شي جين بينغ"، ما يعني فوزه بولاية ثالثة لحكم أكبر دول في العالم، كما جُدد قيادته للقوات المسلحة الصينية.

كذلك تمخض عن المؤتمر انتخاب لجنة مركزية للحزب تقود البلاد لخمس سنوات قادمة.

لكن اللافت والمستغرب استبعاد أربعة من أعضاء المكتب السياسي الدائمين، رئيس الوزراء لي كه تشيانغ (67 عاماً)، ورئيس مجلس نواب الشعب الصيني لي تشان شو (72 عاماً)، ورئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وانغ يانغ (67 عاماً)، ونائب رئيس مجلس الوزراء هان تشنغ (68 عاماً).

الاقتصاد جوهر الرؤية الجديدة

وفي حديثه للصحافة المحلية، قال جين بينغ، "أود أن أشكر بصدق الحزب بكامله للثقة التي أبداها لي.. أتعهد بالعمل بجدّ لإنجاز مهامنا".

وأضاف إنه "لا يمكن للصين أن تتطور من دون العالم، والعالم أيضا بحاجة إلى الصين"، مضيفاً أنه "بعد أكثر من 40 عاماً من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين؛ هما تنمية اقتصادية سريعة واستقرار اجتماعي بعيد الأمد".

اقرأ المزيد: شي جينبينغ يفوز بولاية ثالثة على رأس الحزب الشيوعي الصيني

وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال بينغ "يتمتع بمرونة عالية وإمكانات كافية، ولديه مساحة للمناورة"، داعياً إلى "تحويل الماركسية إلى نموذج صيني، ومواصلة كتابة فصل جديد من الاشتراكية في العصر الجديد"، حسب تعبيره.

تعديلات جديدة

لم يمضِ المؤتمر لغرض واحد وهو انتخاب اللجنة المركزية والتمديد للرئيس لولاية ثالثة فحسب، بل وافق الحزب أيضاً على إجراء تعديلات على ميثاقه تهدف إلى ترسيخ مكانة الرئيس شي جين بينغ والدور التوجيهي لفكره السياسي داخل الحزب.

كما أدخلت بين تعديلات عل ميثاق الحزب تنص على أن شي هو الزعيم "الروحي" للحزب، وترسيخ أفكاره كمبادئ توجيهية للتنمية المستقبلية للصين، وتأكيد "الموقع المحوري" لشي داخل الحزب وسلطة الحزب المركزية في الصين.

وجاء في قرار تم تبنّيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر في بكين، وتضمّن تعديلات لميثاق الحزب؛ أن على أعضاء الحزب البالغ عددهم نحو 97 مليوناً أن "يدعموا الدور المحوري للرفيق شي جين بينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله".

تايوان حاضرة

قرر الحزب الشيوعي أن يدرج لأول مرة إشارة في ميثاقه تؤكد "معارضة" بكين لاستقلال تايوان. وجاء في القرار أن مؤتمر الحزب "يوافق على إدراج بيانات في ميثاقه حول.. المعارضة الحازمة للانفصاليين الذين يسعون للحصول على استقلال تايوان، وردعهم".

ولم تنفع البراغماتية التي أبدها شي بينغ، في حديثه بمناسبات سابقة حول تايوان، إذ يربط إرثه بالوحدة، واصفاً إياه بأنه جزء لا يتجزأ من خطته لتحقيق "تجديد كبير للأمة الصينية" بحلول عام 2049 بعد قرن من وضع الحزب أنظاره لأول مرة على تايوان.

اقرأ أيضاً: شي جينبينغ يؤكد أن بلاده لن تتخلى عن حق استخدام القوة بشأن تايوان

وفي حديثه لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال كبير مستشاري تايوان في الشأن الصيني تشاو تشون شان، إن هناك "عدداً قليلاً جدًا من السيناريوهات التي سيسعى شي بموجبها إلى الوحدة بأي ثمن".

وأضاف تشون شان، إن " تحقيق التوحيد يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع التجديد العظيم للصين، وهو ما سيجعل نقاش المؤتمر الوطني يركز على عدم التخلي عن استخدام القوة لتحقيق التوحيد، مع ضرورة ألا يضر تحقيق التوحيد بالهدف النهائي وهو تجديد الأمة الصينية".

حادثة مستغربة

أظهرت الكاميرات التي ترصد أحداث مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، إبعاد الرئيس الصيني السابق "هو جينتاو" إلى خارج القاعة مرغماً.

ولم يوضح الإعلام الحكومي ما حدث في هذا المشهد الذي تابعه وصوره صحافيو وكالة "فرانس برس".

ويبدو أنّ أي إشارة في الفترة الأخيرة إلى اسم الرئيس السابق على الإنترنت تخضع للرقابة.

وطلب مؤتمرون من "هو جينتاو" الذي ترأس الصين من 2003 إلى 2013 ويعد إصلاحياً، أن ينهض من مقعده المجاور لمقعد الرئيس شي جين بينغ في الصف الأول في قاعة قصر الشعب.

وحاول شخص من الحضور إنهاض الرئيس السابق البالغ من العمر 79 عاماً من ذراعه، لكنه رفض. وكذلك حاول شخص آخر رفعه من مقعده، لكن الرئيس السابق أصر على المقاومة.

وبدوره "هو جينتاو" حاول أن يأخذ معه وثائق كانت على طاولته وتعود على ما يبدو إلى الرئيس، لكن شي جين بينغ تمسّك بها.

إلاّ أنَّ الرئيس السابق اقتنع مرغماً بالمغادرة، وقد رافقه الموظف ممسكاً بذراعه حتى باب القاعة، تاركاً مقعداً شاغراً بالقرب من شي جين بينغ. لكن لم يصدر أي تفسير رسمي، بينما لم ترد السلطات الصينية على أسئلة وكالة فرانس برس في هذا الشأن.

وعندما كان واقفاً، أجرى هو جينتاو حواراً قصيراً مع شي جين بينغ الذي رد من دون أن ينظر إليه، ومع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، الذي ربت بطريقة ودية على كتفه. ولم يحرك الحضور ساكناً.

ومن اللافت أيضاً أن هذه المرة الأولى منذ 25 عاماً لم يتم انتخاب سيدة بين أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي، مما أثار استغراب المتابعين للحدث الصيني الذي شغل الإعلام في عطلة نهاية الأسبوع 22- 23 أكتوبر/ تشرين الأول.

أوتوقراطية بينغ

وهنا بدأت وسائل الإعلام الأجنبية تتساءل عن هذا التصرف المشين بحق الرئيس السابق " هو جينتاو" الذي كان مقرباً للولايات المتحدة الأمريكية. وإذا ما كان هذا السلوك تجاه جينتاو رسالة صينية لواشنطن أم أن الأمر يتعلق بأوتوقراطية الرئيس الحالي "شي جين بينغ" وتفرده بالحكم بعيداً عمن شاركوا بالنهضة الاقتصادية للصين خلال العقود الثلاثة الماضية.

وفي الختام، هل لدى الصين استراتيجية جديدة للتعاطي مع المتغيرات التي تطرأ على النظام العالمي وتحجز مكاناً لها في القضايا الكبرى، أم أنها ستكتفي في البقاء داخل أسوارها كما كانت طيلة العقود الماضية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية؟

ليفانت – خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!