الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
العقوبات ضد طهران مهمة ولکن لاتکفي لوحدها
حسين عابديني

خلال الايام الماضية، وبسبب الدور والنشاط العدواني المشبوه والمساعي المثيرة للقلق التي يقوم بها النظام الايراني فقد بادرت عدة دول غربية الى فرض عقوبات جديدة على هذا النظام ومن ضمنا بريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الامريکية مع التنويه عن إن البرلمان الاوربي دعا الى إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وأثبتت هذه العقوبات حقيقة کون عدم رغبة هذا النظام بالتخلي عن نهجه وسياساته المشبوهة المزعزعة للأمن في المنطقة والعالم.

هذه العقوبات التي تضاف الى عقوبات سابقة تم فرضها على النظام الايراني بسبب من دوره ونشاطاته المشبوهة في المنطقة والعالم، تعتبر بمثابة صفعات أخرى بوجهه وتأکيد على إنه لايحظى بالثقة والمصداقية على مختلف الاصعدة وبشکل خاص الدولية منها، ومع إن النظام يزعم بأن هذه العقوبات وغيرها لاتٶثر عليه ولکنه وفي الاوقات التي يواجه فيها أوضاعا صعبة فإنه سرعان مايعترف بأن سبب سوء الاوضاع التي يعاني منها يعود للعقوبات الدولية المفروضة عليه.

بطبيعة الحال، فإنه من السذاجة التصور بأن النظام يقف مکتوف الايدي أمام هذه العقوبات ولايتحرك للعمل من أجل خرقها وإنتهاکها ولاسيما وإن له باع طويل في النشاطات السرية السوداء، وبشکل خاص من حيث إستغلال أذرعه في العراق بل وحتى الحکومة العراقية الخاضعة له وإجبارها على التعاون معه من أجل القفز على هذه العقوبات وخرقها وهناك في الماضي القريب العديد من الامثلة التي تدل على ذلك.

جنوح النظام الايراني لخرق العقوبات والقفز عليها بالتعاون مع أذرعه ولاسيما في العراق، يخفف بالطبع من الوقع والتأثير المطلوب لهذه العقوبات عليه وهذا مايجعله بصورة وأخرى يتقدم بخطوة على هذه العقوبات ولذلك فإنه المفيد جدا أن تأخذ البلدان الغربية هذه المسألة بنظر الاعتبار والاهمية وتسعى من أجل إبطال الجهود السرية المشبوهة للنظام من أجل خرق وإنتهاك العقوبات، ولاريب من إنه ولأجل جعل  دور وتأثير هذه العقوبات أقوى وأکثر فعالية على هذا النظام، فإنه يجب بالضرورة تعزيزها بما يسندها ويدعمها ويجعل الهدف أو حتى الاهداف المرادة من ورائها أن تتحقق.

العقوبات الدولية التي تهدف أساسا الى ردع النظام وإجباره على التخلي على أهداف وغايات مشبوهة يسعى من أجلها، لايمکن أن تحقق الهدف أو الاهداف المطلوى منها من دون إشراك العامل الايراني فيها، بمعنى أن تتناغم هذه العقوبات مع فتح مساحة أو مساحات جديدة للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية من خلال دعم وتإييد هذا النضال، والى جانب ذلك التقدم خطوة عملية من المعارضة الايرانية النشيطة والفعالة المٶثرة على النظام والتي تتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية خصوصا وإن هذا المجلس قد أثبت جدارته خلال ال45 عاما المنصرمة عموما والاعوام القليلة الماضية خصوصا، فإن ذلك کفيل بإحداث نقلة نوعية في العمل الدولي المضاد لهذا النظام وجعله أقوى بکثير من السابق وحتى جعله أقرب من تحقيق أهدافه أکثر من أي وقت آخر!

ليفانت: حسین عابديني

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!