الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الصين وتحدّياتها.. أوروبا تعرّف عن حضورها عسكرياً في المحيط الهندي والهادئ

الصين وتحدّياتها.. أوروبا تعرّف عن حضورها عسكرياً في المحيط الهندي والهادئ
الصين وتحدّياتها.. أوروبا تعرّف عن حضورها عسكرياً في المحيط الهندي والهادئ

تعالج ميرنا غاليك، المتخصصة بالشأن الآسيوي، في مقالها التحليلي موضوع التواجد الأوروبي في بحر الصين وجواره ومدى أهمية الأمر بالنسبة لأوروبا والأمن الدولي. المقال المنشور في معهد الولايات المتحدة للسلام بتاريخ 3 حزيران لحظ مغادرة فرقاطة ألمانية في 2 حزيران الشواطئ الألمانية متجهة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ."USIP"  


بحسب الكاتبة، فهي أول سفينة حربية لألمانيا تعبر بحر الصين الجنوبي منذ 20 عام تقريبا. يأتي ذلك في أعقاب إعلان المملكة المتحدة في أواخر يوليو الماضي أن اثنتين من سفنها الحربية سيكون لها وجود دائم في المحيطين الهندي والهادئ. أما المملكة المتحدة فتمتلك مجموعة من حاملات الطائرات الهجومية وتضم أكبر سفينة حربية بريطانية تم نشرها على الإطلاق. وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت فرنسا مجموعة برمائية جاهزة في المنطقة مصحوبة بغواصة هجوم نووي فرنسية قد أكملت المرور عبر بحر الصين الجنوبي في شباط بشكل معلن. على الرغم من أن الوجود البحري الأميركي في المنطقة معروف، إلا أن أوروبا لم تحظَ باهتمام كبير إلى وقت قريب.




"من المؤكد أن أوروبا تدرك أيضًا الفوائد الاقتصادية للانخراط مع الصين وإمكانية التعاون المثمر بشأن التحديات العالمية، لكن وجهات النظر الأوروبية أصبحت أكثر انسجاماً مع المخاوف الأمنية المحيطة بالصين في السنوات الأخيرة"



تجيب الكاتبة عن أهمية وجود أوروبا عسكرياً في بحر الصين وجواره، لتؤكد على أن البحرية الأوروبية ليست جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وترى الكاتبة أن ما أسمته الإعلانات رفيعة المستوى من قبل أطراف أوروبية تجري في السياق الجديد الذي تعترف وتؤكد أوروبا فيه على التحديات الأمنية التي يشكلها صعود الصين والتهديد للقواعد والمعايير الدولية على ما بدر منها في بحر الصين الجنوبي وأماكن أخرى.




The HMS Queen Elizabeth has entered the South China Sea. Picture: UK MOD.Source:Supplied The HMS Queen Elizabeth has entered the South China Sea. Picture: UK MOD.Source:Supplied
تجيب غاليك حول كيفية تجلّي تموضع أوربا في المنطقة












أولاً، هناك عمليات نشر مؤقتة منتظمة - مثل الفرقاطة الألمانية، والمجموعة الضاربة، والحاملة البريطانية والمجموعة الفرنسية البرمائية الجاهزة التي تسافر في جميع أنحاء المنطقة وتقوم بزيارات إلى الموانئ، وتنضم إلى التدريبات مع الولايات المتحدة وشركاء إقليميين آخرين، وتشارك في الجهود المتعددة الأطراف الحالية مثل المراقبة البحرية لعقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية أو فرقة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات لمكافحة القرصنة 151 في المحيط الهندي.



ثانيا، هناك إمدادات دائمة للأصول العسكرية إلى منطقة بحر الصين. وستنضم إليها سفينتا المملكة المتحدة الحربيتان. وتمتلك فرنسا بالفعل 12 سفينة و7000 جندي وعدد من الطائرات المتمركزة في المنطقة.

























إلى جانب عمليات الانتشار هذه، هناك أيضاً مهمات متقطعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، مثل درع المحيط السابق للناتو وعملية أتلانتا الحالية للاتحاد الأوروبي - وكلاهما جهود لمكافحة القرصنة في المحيط الهندي. بالإضافة إلى ذلك، أقام الناتو شراكات أمنية رسمية مع دول رئيسية في منطقة بحر الصين وجواره مع شركاء مهمون للولايات المتحدة، وهي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.














تلحظ الكاتبة أن مايحدث هو في سياق الاهتمام المتزايد في المنطقة بالعمل مع الشركاء الأوروبيين. في هذا الإطار هناك اتفاقيات شراء وخدمة مشتركة بين اليابان وكوريا الجنوبية في السنوات القليلة الماضية مع دول أوروبية مختلفة تمكن جيوشها من تبادل الإمدادات والدعم اللوجستي والخدمات.



"أصدرت اليابان قانونًا في عام 2015 يسمح لقوات الدفاع الذاتي لديها بالتعاون مع شركائها الأوروبيين (وليس الأمريكيين فقط) في الاستجابة للطوارئ العسكرية في المنطقة."

وتعود غاليك للتذكير بالمناورات العسكرية الثنائية التي حصلت على الأراضي اليابانية مع المملكة المتحدة بين عامي 2016 و2018 في إشارة لوجود إطار عمل سابق وقائم فعلاً. وبالحديث عن الدوافع تشير غاليك لتشكيك فرنسا والمملكة المتحدة علناً بمزاعم الصين وأفعالها في بحر الصين الجنوبي حتى وصل الأمر بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى تبني خطاب رسمي مؤخراً يصف الصين بأنها سبب للقلق الاستراتيجي وتمثّل "تحديات منهجية للنظام الدولي القائم على القواعد. 



طرق التجارة وملكيات ما وراء البجار أسباب أخرى للتحضور الجيواستراتيجي تقول غاليك

من أسباب اهتمام أوروبا بمنطقة المحيط الهادي والهندي وبحر الصين التجارة وملكيات ماوراء البحار، فلدى كل من المحيط الهندي وآسيا والمحيط الهادئ الممرات البحرية التي تتعامل مع جزء كبير من التجارة بين أوروبا وآسيا. بالإضافة إلى ذلك، تعد المنطقة من أكبر المتلقين للمساعدة الإنمائية من الاتحاد الأوروبي وواحدة من أكثر المناطق ديناميكية من الناحية الاقتصادية في العالم، حيث تنتج أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.


فرنسا، ألمانيا، وهولندا والاتحاد الأوروبي وجميع الوثائق الاستراتيجية الصادرة عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ السنوات الأخيرة تعكس هذا التنوع في المصالح. تقول غاليك.



تمتلك كل من فرنسا والمملكة المتحدة أيضًا أقاليم ما وراء البحار في المنطقة، (على الرغم من أن المحكمة الدولية لقانون البحار في يناير 2021 قضت بأن أرخبيل شاغوس Chagos  الذي تديره المملكة المتحدة ينتمي في الواقع إلى موريشيوس Mauritius). تعتبر مقتنيات فرنسا على وجه الخصوص مهمة للغاية وتشمل لاريونيون ومايوت وكاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية وواليس وفوتونا. كما كانت المملكة المتحدة تُظهر صورة السياسة الخارجية والدفاعية لـ "بريطانيا العالمية العظمى" منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي ووجودها الدائم في المنطقة يساعد على تعزيز تلك الصورة.


إن توزيع الدعم المستمر للقطع البحرية والبرية في منطقة بحر الصين وجوارها من قبل أوروبا هو في سياق تعميق العلاقات جزئياً مع الشركاء في تلك المنطقة. وكانت المملكة المتحدة وفرنسا صريحتين بشأن دعم حرية الملاحة. بشكل عام، تُظهر عمليات النشر والمهمات هذه رغبة أوروبا وقدرتها على إبراز قوتها العسكرية والحفاظ على أصولها العسكرية في المنطقة عالى الرغم من إثبات أوروبا ذلك فيما مضى في مهمات مكافحة القرصنة مع الناتو والاتحاد الأوروبي في المحيط الهندي وهناك حيثية متعلقة بأزمة تايوان. تقول غاليك.


اقرأ المزيد: ناشطة إيرانية لممثل الاتحاد الأوروبي: تحضرون حفل تنصيب رئيسي وتمنعون عنا لقاحاتكم


تختم المحللة السياسية في المركز الأمركي للسلام بعرض موجز لرد فعل الصين المتلخص في الموقف الدفاعي الرافض لأي أجنبي في المياه المتنازع عليها واعتباره عملاً عدائياً،
فالصين تشعر بالقلق من التراجع متعدد الأطراف عن مطالباتها وأنشطتها في المنطقة. طورت الصين رواية حول التنمر والتهديد الأمريكي ضد بكين. لكن يصعب على الصين الحفاظ على هذا النوع من السرد الرافض عندما تبدي دول أخرى مخاوف في نفس السياق أيضاً، مما يجعل المشاركة متعددة الأطراف بطبيعتها أكثر فعالية.


 
إعداد: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ ترجمات_  معهد الولايات المتحدة للسلام 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!