-
اعتقال صحفي على يد الأمن في حلب: قمع مستمر رغم مزاعم التغيير
-
يواصل الصحفي غيث السيد مقاومته للظلم الممنهج الذي يعاني منه الشعب السوري، داعيًا إلى إحداث تغييرات حقيقية لوقف ممارسات الأجهزة الأمنية الاستبدادية

في منشور نشره على منصات التواصل الاجتماعي، كشف الصحفي السوري غيث السيد تفاصيل مريرة عن تعرضه للاعتقال والضرب على يد عناصر الأمن في "قسم باب النصر" بمدينة حلب، مما أعاد إلى الأذهان الممارسات القمعية للنظام السابق.
وفي البداية، تعرض غيث للاعتقال بطريقة تعسفية بعد أن أجبر الشباب العاملين في كشكه على الإغلاق تحت تهديد عناصر الأمن بحجة عدم وجود ترخيص، رغم أن الأكشاك الأخرى في المنطقة كانت تعمل بلا مساءلة.
وفي حين أن غيث حاول أن يتحدث مع عناصر الأمن لفهم الوضع، إلا أن الدورية الأمنية التي وصلت لم تكن مهتمة بالحديث عن الإجراءات القانونية أو ترخيص المكان. بل كان الرد على سؤاله عن قرار الإزالة قاسيًا: "قرار شفهي" دون تقديم أي مستند رسمي.
لكن ما أدهش غيث وأثار غضبه هو أن عناصر الأمن، الذين لم يكتفوا بمصادرة حقه في التحدث بطريقة محترمة، بدأوا بتعذيبه جسديًا بمجرد أن أعلن عن كونه صحفيًا. حين سألته العناصر: "شو بتشتغل؟" وأجابهم بـ"صحفي"، ردّوا عليه بضربه على وجهه قائلاً: "صحفي؟ ههه"، ليعودوا بعدها بتوجيه الضربات المتتالية له، بما في ذلك توجيه كلمات مهينة حول ارتباط الصحافة بقضايا الأمن والمعتقلات السياسية.
وما زاد من هول الموقف هو الطريقة التي تعرض بها أخوه محمد للضرب لمجرد سؤاله عن وجود ورقة رسمية تتعلق بالقرار، في حين كانت قسوة الكلمات تتوالى على أخيه أحمد الذي يعاني من إصابة في قدمه، حيث قوبل بصراخ وتوجيه الشتائم لعدم قدرته على الوقوف بشكل مستقيم.
وعلى الرغم من محاولاته التمسك بالقانون والهدوء في التعامل مع الموقف، استمر الضغط عليه حتى تم اقتياده إلى قسم الشرطة.
وفي داخل القسم، لم يكن التحقيق أكثر من محاولة لتوجيه تهم ملفقة ضده، حيث اتهمه المحقق "بالحوار بصيغة أمنية"، ورفض تقديم أي دليل على هذه التهمة. بل تم تحويل الحديث إلى اتهام أحد أصدقائه بإطلاق التصريحات، وهو ما رفضه غيث بشكل قاطع، متمسكًا بموقفه أن لا ذنب له في تصريحات الآخرين.
غيث، الذي كان يتوقع أن يتم التحقيق معه بموضوعية بناء على الإجراءات القانونية، فوجئ بحكم إضافي: إزالة الكشك، رغم أن جميع الأكشاك في المنطقة تعمل بلا تراخيص. لكن يبدو أن من يعمل وفقًا للمحسوبيات والولاءات يُترك ليواصل عمله، بينما يتم معاقبة من يعمل بشرف ودون تجاوزات قانونية.
في ختام منشوره، وجه غيث رسالة قوية إلى السلطات، حيث شدد على رفضه القاطع لعودة أساليب القمع والذل، معتبرًا أن ما حدث هو جزء من تاريخ طويل من ظلم النظام السوري. وأضاف أن الشعب السوري لا يستحق العيش في ظل هذه الظروف، خاصة وأنه خسر وطنه وشهداءه وآلاف المعتقلين والمغيبين قسريًا.
وأكد غيث على أن سوريا الجديدة يجب أن تقوم على أسس من العدالة والكرامة، مع محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات، ورفض أي نوع من الاستبداد أو الفساد. وبذلك، فإن موقفه لا يعبر فقط عن رفضه الشخصي لما تعرض له، بل يمثل دعوة للمجتمع السوري بأسره لبناء مستقبل خالٍ من القمع والظلم.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!