-
إلى النصف.. خطة أمريكية لسحب ألف جندي من الأراضي السورية
-
تعكس خطة سحب نصف القوات الأمريكية من سوريا استمرار نهج الإدارة الأمريكية في إعادة تقييم تواجدها العسكري بالمنطقة بعد تراجع نفوذ تنظيم داعش
أفاد متحدثون عسكريون لشبكة CNN بأن المؤسسة العسكرية الأمريكية تعتزم إجلاء ما يقارب نصف عناصرها من سوريا خلال الفترة القادمة، ويرتبط هذا القرار بتغيرات استراتيجية في النظرة الأمريكية للملف السوري، خصوصاً بعد تطورات العلاقة بين دمشق والمكون الكردي.
ويتواجد راهناً قرابة 2000 عسكري أمريكي هناك، غالبيتهم في الشمال الشرقي السوري ضمن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، ومع انتهاء عملية السحب، سينخفض هذا الرقم إلى ما دون 1000 جندي، استناداً إلى تصريحات المتحدثين.
وتعكس هذه الخطوة تقييماً جديداً للمصالح الأمريكية في المنطقة بعد سنوات من التدخل المباشر بذريعة مكافحة الإرهاب.
وأردف المسؤولون أن تبديل وضعية القوات سيؤدي كذلك إلى تقليص انتشار العناصر الأمريكية في أرجاء سوريا المختلفة، عقب مباحثات التسوية بين الحكومة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
ويؤشر هذا التطور إلى قناعة أمريكية متنامية بضرورة دعم الحلول السياسية بين الأطراف السورية.
وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لشبكة CNN، رداً على استفسار حول التعديلات المرتقبة، بقوله: "تعيد وزارة الدفاع توزيع القوات بشكل روتيني بناءً على الاحتياجات العملياتية والطوارئ”.
وتحاول واشنطن تقديم هذه التغييرات ضمن إطار المناورات الاعتيادية لتفادي انطباع الانسحاب القسري.
وأضاف: "تُظهر هذه التحركات مرونة استراتيجية الدفاع الأمريكية العالمية وقدرة الولايات المتحدة على الانتشار عالمياً في وقت قصير لمواجهة التهديدات الأمنية المتغيرة”.
وتعبر هذه التصريحات عن محاولة أمريكية للحفاظ على صورة القوة العظمى القادرة على التدخل السريع رغم قرارات خفض الانتشار.
ورفض مسؤولون دفاعيون تقديم أية تفاصيل إضافية بسبب هواجس أمنية عملياتية، ومن المتوقع الإعلان عن عملية دمج القوات هذا الأسبوع، ويثير هذا التكتم تساؤلات حول الترتيبات الأمنية البديلة التي ستعتمدها واشنطن للحفاظ على نفوذها.
ولطالما شكك الرئيس دونالد ترامب في تواجد العناصر الأمريكية في سوريا، وقرر سحب جميع القوات الأمريكية من البلاد عام 2019، ثم أعيدت إلى سوريا بعد اعتراض من البنتاغون.
وتعكس هذه التجاذبات استمرار الخلاف بين البيت الأبيض والمؤسسة العسكرية حول الاستراتيجية الأمثل في سوريا، وكان يُعتقد أن حوالي 900 عسكري متواجدون في سوريا حتى أواخر العام المنصرم، حينما كشفت وزارة الدفاع أن العدد الحقيقي أقرب إلى نحو 2000.
ليفانت-وكالات
