الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نازك العلي لـ"ليفانت": عندما كنت أمر في شوارع القامشلي وأراها معتمة خُلقت لديّ فكرة الرقص من أجل الفرح

نازك العلي لـ
نازك العلي
  • أريد أن أساعد من يحب هذا الفن ويريد أن يتعلم .
  • أنا أفعل ما أحبه و لا أفعل شيء ما يعيب شخصيتي .
  •  أكثر شيء أطمح إليه هو الكلاسيك ،وهذا النوع قليل جداً .
  •  الفن موجود ،ولكن السياسة تطغى على الفن في القامشلي .
  • أريد حرية في رقص الباليه لأنه مفيد للجسم قبل أن يكون مجرد رقصة .
  • كل أنواع الفن كنت أريد ممارستها فقط الفن كان يشغل بالي منذ صغري .
  •  الموسيقى والرقص كالجسد والروح هما في علاقة قوية والموسيقى هي  أساس كل الفنون .

حاورها: مكتب ليفانت في قامشلي

مكتب ليفانت

 

 

نازك العلي الفتاة الصغيرة بعمرها والكبيرة بآفاقها ،وطموحاتها ،والتي أطلقت العنان لأحلامها الجامحة، وعلت على قفزاتها حتى امتطت جوف السماء، عبر حركاتها والتي تشبه الرمية، لتحول مجتمعها إلى ضفة أخرى أكثر جمالاً ،فأتت لترسم في شوارع مدينتها المتعبة الفرح والسعادة ،وتضيء زوايا العتمة في القامشلي كالفراشة، وهي ترقص حول أضواء العيد المعلقة على شجرة الأمل بغد أجمل وأفضل فقالت : للقاصي والداني ها نحن نولد من جديد ونخلق من رحم المعاناة لننشر البسمة، والفرح  والجمال لتنمحي بذلك قبح الألم والحرب والموت في وطننا.

 

من هذا المنطلق وللولوج إلى عالم نازك العلي أكثر وأكثر، التقت صحيفة ليفانت نيوز في مكتبها في قامشلو مع الفنانة وراقصة الباليه نازك العلي، فلبت الدعوة مشكورة لتجيب على أسئلة ليفانت نيوز بكل رحابة صدر.

 

  • كيف خلقت لديك فكرة أن تصبحي راقصة باليه ...وكيف بدأ مشوارك في عالم الفن والرقص؟

في البداية ومنذ صغري كنت أتدرب على حركات الرقص، وأخي كان يدربني وبصراحة لم أكن أعرف وأميز بين حركات رقص الباليه، أو الهيب هوب، أو أي نوع أخر، ولم أكن أعرف إن كانت هذه الحركات نوع من أنواع الرياضة، فقط كنت أعرف بأنها حركات تدل على الرقص، وبعد أن وصلت إلى الصف التاسع وكبرت، أصبحت أبحث عن مراكز تدريب، وفي حينها كان منتشر ظاهرة رقص الهيب هوب، وأنا كنت أهوى الرقص.

 

بحثت عن مركز لتدريب الباليه، لم أجد في مدينة القامشلي، حتى أنني وخلال بحثي عن مراكز وأندية للتدريب على الرقص، سواء كان باليه أو أي شيء آخر، مارست الرياضة كنوع من التدريب، وعندما لم أجد ما يساعدني في القامشلي، قرّرت السفر إلى دمشق وذلك في عام 2017 من أجل إتمام دراستي، ولكن بصراحة إصراري على الذهاب إلى دمشق كان بهدف تحقيق حلمي في عالم الفن، ومن أجل الفن وبقيت أبحث في دمشق عن أي وسيلة تساعدني على التدريب، ولم أكن أعرف أحداً وسألت الكثير من الأشخاص ليساعدوني، وبقيت على هذا الأمر سنة كاملة أبحث، وفي نهاية عام 2018 وعن طريق الصدفة التقيت بشخص ،وخلال نقاش دار بيننا دلّني على فرقة فنية للرقص الفلكلوري كان أسمها فرقة " أشتي " للفلكلور الكردي، وطلب مني الانضمام إلى الفرقة، وأنا أحببت الفكرة، وانضممت إلى الفرقة ،وفي هذه الأثناء أبديت رغبتي وحبي لرقص الباليه، وبقيت فيها 6 شهور.

 

قدّمت عروضاً، وأخذت دور البطولة في العرض، وبعدها قدّمت عروضاً مع فرقة "سوريا " للمسرح الراقص فيها الكثير من أنواع الرقص من الباليه والشعبي ،والمعاصر ،وأيضا شاركت مع فرقة " يائيل " للمسرح الراقص قدمت معهم أربع عروض مسرحية راقصة، وكان لي أدوار البطولة في الفرقتين، وكان لي صور خاصة بي .

 

نازك

 

  • من كان وراء تشجيعك على ممارسة فن الرقص (الباليه) ؟ 

بصراحة الفكرة كانت مني، وبصغري بشكل عام كنت أحب الفن، وكنت أردد دائماً بأنني سأكون ممثلة، وسأكون مصممة أزياء، وهكذا كنت أحب الفن بشكل عام، كل أنواع الفن، كنت أريد ممارستها فقط.

 

الفن كان يشغل بالي منذ صغري، كنت ألاحظ أن مدينة القامشلي تمارس السياسة في كل شيء، حتى في المسرح والرقص، وكنت أشاهد تلك الفرق، ولكن لم أكن أشارك فيها، لم أكن أرغب أن أنحاز إلى الجانب السياسي، وبعد انتقالي إلى دمشق، وفي البداية كنت أمارس هوايتي بالسر فقط، كانت لدي الرغبة في التدريب ,وكسب الخبرة، وبعدها قررت أن أنشر هوايتي على صفحتي في الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي، واقتنعت بأنني أفعل ما أحبّه، وأنا لا أفعل ما يعيب شخصيتي، وأن من حولي سوف يتقبلون فكرتي، وأنا كنت أريد أن أطوّر نفسي وهوايتي، وأهلي دعموني وساندوني في أن أحقق حلمي، رغم الانتقادات التي توجّهت إلى أهلي، ولي من الأقرباء، وخاصة أن رقص الباليه كان غريباً بالنسبة لهم، ولم يتقبّلوا فكرة الفتاة الراقصة، وخاصة انها ترقص بالشارع وعلى المسرح.

 

واجهت انتقادات كثيرة، ولكنني أردت أن أحوّل هذه الفكرة لشيء إيجابي في المجتمع، وخاصة في مدينة القامشلي التي لم يكن هناك أي أحد قبلي يمارس هذا الفن، فكنت أول فتاة تلفت نظر المجتمع لهدا النوع من الفن.

 

  • هل تشعر نازك العلي عبر ظهورها الفني في عالم الباليه بأنها غيرت شيئاً ما من حولها أو بمحيطها ؟

بصراحة في نهاية العام 2020، عندما صورت فيديو راقص في حارات الوسطى في القامشلي، صار تغير كبير، وأصبحت الناس تتواصل معي لكي يتدربوا ويسجّلوا بدورات الرقص، ولكنني لا أستطيع البقاء في القامشلي لوقت طويل، بحكم دراستي في جامعة دمشق، لذلك لم أستطيع مساعدتهم على التدريب وفتح مجال الدورات، حتى أنه كان هناك عدد من الأطفال، حيث وصل عددهم في شهر أيلول الماضي إلى 40 طفلة وطفلاً، لكي أعلمهم فن رقص الباليه ولكن كما ذكرت سابقاً دراستي وإقامتي في الشام منعتني من ذلك، ولكنني وعدتهم بأن أعطيهم دروساً مجانية في هذا المجال بعد أن أعود إلى القامشلي، لأنني عانيت من هذا الموضوع وأريد أن أساعد من يحب هذا الفن ويريد ان يتعلم .

 

نازك

 

  • برأيك ما دور الفن في إرساء أسس السلام بين الشعوب ؟ 

حالياً الفن موجود ولكن السياسة تطغى على الفن في القامشلي، كما ذكرت سابقاً، وأنا بدوري أحب أن أوجه الأنظار إلى أن الفن هو الشيء الأساسي الذي يجب أن يكون موجوداً في المجتمع، لأنه إن كان لا يوجد في أي مجتمع فن لا يوجد حياة، والفن هو الذي يوحد الشعوب وأنا شخصياً أعيش من أجل الفن ليس فقط بالرقص، بل بالتمثيل والعزف والتصميم، أي شيء أسمه فن لأنني أرى نفسي في إحدى مجالات الفن أو في إطاره .

 

  • مؤخراً قدمتي عرضاً من أجل السلام في القامشلي هل وصلت رسالتك ؟ 

نعم أردت أن أوصل للشعب أنه مهما حدث من ويلات للحرب، وما خلفه وباء كورونا، بأنه لا يجب أن نيئس أبداً وأن الإنسان بما أنه موجود سيرى الخير والشر أيضاً، فيجب علينا أن نكون متفائلين، وأردت أن أغيّر نظرة المجتمع وأن أستطيع أن أرسم الفرح، وأن أقول لهم هناك أشياء أخرى هناك أشياء جديدة ستحدث بما يحمل الخير مستقبلاً، والحمد لله أعتقد أن رسالتي وصلت للمجتمع، بدليل أن هناك أعداد كبيرة تواصلت معي تريد أن تتدرب على هذا الفن .

 

نازك

 


  • سمعنا بأنك تعزفين على آلة الكمان .كيف توفقين بي العرف والرقص ؟ وما اللغة المشتركة فيما بين الموسيقى والرقص في تكوينات الفنانة نازك؟

إذا لم تتواجد الموسيقى، لا يوجد رقص، والرقص هي كما الكلام، كيفما نشعر نعبر بالرقص عن ذلك الشعور، و كل حركة من رقص الباليه تدل على الشعور، لا أحد يعلم هذا لأنه ليس دارجاً في مجتمعنا، فمثلاً لدي حركات تدل على الحزن، ولكن لا أحد يفهم معنى هذه الحركة ولا يعلم على ماذا تدل، وبرأي الموسيقى يجب أن تكون موجودة دائماً، ليس فقط للرقص عليها والموسيقى، والرقص كالجسد والروح، هما في علاقة قوية والموسيقى هو أساس كل الفنون .

 

  • ما هي الصعوبات التي اعترضت سبيلك عندما ظهرت لأول مرة كراقصة باليه في قامشلو؟

بصراحة من وجهة نظري، لم ألاق صعوبات رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرضت لها، وأيضاً وصلت بعضها إلى حد المسبات، ولكن بالمقارنة مع نسبة الناس التي كانت معي ودعمتني، وهم كثر، وصلت إلى قناعة بأن كل هؤلاء معي.

 

إذاً أنا لا أفعل الخطأ، وأنا أمنيتي أن تتأسس في القامشلي مدارس للباليه، وان شاء لله سيتم تأسيسها قريباً، ولكن يتطلب ذلك وقت طويل، لأن أقل مدة لدراسة هذا الفن والتخرج هو 5 سنوات، ولكن الفن أصبح ينتشر في القامشلي أكثر من قبل.

 

نازك

 

  • ما سبب أن هناك قلة قليلة من الناس يتوجهون إلى هذا الفن؟

بالنسبة للمجتمع الذي نعيش فيه ،من المعيب للشباب ،أن يمتهنوا أو يمارسوا هذا النوع من الفن، فالمجتمع يتقبل فكرة الفتاة ترقص أكثر من الشباب، ولكن أيضاً بنسبة قليلة، والمجتمع يجهل بأن هذا النوع والتخصص به، هو علم وبأن المعهد العالي يخرّج طلاب بدرجة الدكتوراةهذا المجال الفني الذي يعتبر علم ودراسة، ولكن المشكلة في أننا نفتقر إلى هذا النوع من الفن بشكل كبير، وأنا شخصياً أطمح أن أتخصص في هذا المجال في دول الغرب، لكي أحقق حلمي.

 

  • هل تستطيع أن تقول لنا نازك بأنها تجاوزت بيئتها من عادات وتقاليد؟ وهل هناك صعوبات اعترضت طريقها نحو الشهرة؟

كانت بدايتي في القامشلي، والصعوبات موجودة لأنها تعتبر خطوتي الأولى، وهذه هي البداية، ولكن رغم ذلك عندما أشاهد إقبال الناس في تسجيل أطفالهم خاصة بأعمار 4 سنوات لعمر 11 سنة هناك إقبال بشكل كبير، والبنات اللواتي من جيلي يطمحن إلى ذلك، ولكن تعترضهم مشكلة الخجل ولا يملكن الجرأة في الرقص أمام الجمهور، ويفضلن الأماكن المغلقة.

  • من أين أتيت بفكرة الرقص في الشارع؟ من الذي نصحك وكيف كان شعورك وأنت ترقصين في شوارع القامشلي ؟

بصراحة هذه كانت فكرتي، حيث كان لي مقابلة في دمشق، وكان من المفروض أن أجريها بأجواء احتفالات رأس السنة، من هنا ولدت لديّ فكرة لماذا لا أقوم بهذه الخطوة في القامشلي؟ وأبيّن للعالم أن هناك شيء جديد وفي رقص باليه بالقامشلي، وعندما كنت أمر من شوارع القامشلي وأراها معتمة خلقت لدي فكرة لماذا لا أقوم بخطوة أغيّر فيها هذه العتمة إلى ضوء على القامشلي؟

 

نازك

 

  • برأيك ما الذي يميّز رقص الباليه عن تلك باقي الفنون كالرسم والنحت مثلاً؟

باعتبار أن الكل ينضوي تحت تسمية الفن، فهذا يعني أن الكل مندمجين مع بعضهم، فمثلاً إن كانت لدينا لوحة تدل على الفرح، ولوحة ثانية تدل على الحزن، وأحب الرسام أحب أن يدمج بين اللوحتين ربما قلائل من يستوعب معنى اللوحة، التمثيل لا يتطلب سوى الموهبة، والأسلوب، أما رقص الباليه يتطلب التمثيل، والحركات أيضاً، والباليه لم ينل شهرة مثل الرسم، والتمثيل والقليل جدا يستوعب بهذا الفن.

 

  • أي الآلات الموسيقية الأكثر انسجاماً مع رقصة الباليه وتحب نازك العلي أن ترافقها في الرقص؟

أنا أحب ألة الكمان أن ترافقني، لأنني أعزف عليها، وأيضاً البيانو، بحسب وجهة نظري الكمان يعطي طاقة كبيرة وعظيمة للرقص، لتأتي الآلات الأخرى مرافقة أثناء الرقص ،لأن الموسيقى هي الأساس.

 

نازك

 

  • هل تفكر نازك العلي بأن تثقل موهبتها برقصة الباليه بحركات من الرقص الكردي مثلاً؟ أو تدمج فيها بعض الحركات باعتبارك كنت في البدايات بفرقة رقص فلكلور كردي؟

 

بكل تأكيد لدي فكرة في هذا الجانب، وقبل الآن كان لدينا عروض حاولت أن أقدم هذه الفكرة للعرض، ولكن مع الأسف لم تسنح لي الفرصة، ولكن في الأيام القادمة قدر الإمكان سنحاول أن ندمج رقص الباليه مع الفلكلور وبما أن الفلكلور لا نستطيع أن نغير فيه شيء، ولكن في رقص الباليه فهناك حركات باستطاعتنا دمجها مع الفلكلور، وأتمنى أن نستطيع فعل ذلك بالمستقبل.
 

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!