منظمة الصحة العالمية تعلن حالة طوارئ عالمية بسبب جدري القرود

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم السبت إن تفشي مرض جدري القرود سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وهو أعلى مستوى من التأهب لمنظمة الصحة العالمية.

صُمّمت علامة منظمة الصحة العالمية - "حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية (PHEIC)" - لإطلاق استجابة دولية منسقة ويمكن أن تطلق التمويل للتعاون في مشاركة اللقاحات والعلاجات.

وقال للصحفيين إن أعضاء لجنة الخبراء التي اجتمعت يوم الخميس لمناقشة التوصية المحتملة انقسموا بشأن القرار، حيث عارضه تسعة أعضاء وستة لمصلحة الإعلان، مما دفع تيدروس نفسه لكسر الجمود.

وقال تيدروس في إفادة إعلامية في جنيف: "على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دوليا، إلا أن هذا تفشي في الوقت الحالي يتركز بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ولا سيما أولئك الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون".

وأضاف أن "وصمة العار والتمييز يمكن أن تكون خطرة مثل أي فيروس".

وقال إن خطر الإصابة بجدري القرود - الذي ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق ويميل إلى التسبب في أعراض شبيهة بالإنفلونزا وآفات الجلد - كان معتدلاً على مستوى العالم، باستثناء أوروبا، حيث اعتبرت منظمة الصحة العالمية الخطر مرتفعا.

وقال البيت الأبيض إن الإعلان كان "دعوة للعمل من أجل المجتمع الدولي لوقف انتشار هذا الفيروس". وقال راج بنجابي، مدير مكتب التأهب للوباء في البيت الأبيض، إن "الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية" لوقف انتشار المرض وحماية المجتمعات المعرضة لخطر الإصابة به.

في السابق، كان تيدروس يؤيد عادة توصيات لجنة الخبراء لكن مصدرين قالا لرويترز في وقت سابق يوم السبت إنه ربما قرر دعم أعلى مستوى تأهب بسبب مخاوف بشأن تصاعد معدلات الحالات ونقص المعروض من اللقاحات والعلاجات.

حتى الآن هذا العام، كان هناك أكثر من 16000 حالة إصابة بجدري القرود في أكثر من 75 دولة، وخمس حالات وفاة في إفريقيا.

تُظهر صورة مجهرية إلكترونية (EM) جزيئات فيروس جدري القرود ناضجة بيضاوية الشكل بالإضافة إلى أهلة وجزيئات كروية من فيريونات غير ناضجة ، تم الحصول عليها من عينة سريرية من جلد الإنسان مرتبطة بتفشي كلاب البراري عام 2003 في هذه الصورة غير المؤرخة التي حصلت عليها رويترز في مايو. 18 ، 2022. سينثيا س.

انتشر المرض الفيروسي بشكل رئيسي بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال في الآونة الأخيرة، خارج إفريقيا حيث يتوطن المرض.

رحب خبراء الصحة بقرار منظمة الصحة العالمية إصدار إعلان PHEIC، المُطبّق حتى الآن فقط على جائحة الفيروس التاجي والجهود الجارية للقضاء على شلل الأطفال.

قال لورانس جوستين، الأستاذ في جامعة جورج تاون لو في واشنطن العاصمة، إن "النتيجة الصحيحة واضحة - عدم إعلان حالة الطوارئ في هذه المرحلة سيكون فرصة تاريخية ضائعة"، واصفاً القرار بأنه شجاع سياسيا.

وقالت جوزي جولدينج، رئيسة قسم الأوبئة وعلم الأوبئة في Wellcome Trust، إن القرار يجب أن يساعد في احتواء انتشار المرض الفيروسي. وأضافت: "لا يمكننا تحمل انتظار تفاقم الأمراض قبل أن نتدخل".

تواجه منظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية ضغوطًا شديدة من العلماء وخبراء الصحة العامة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن جدري القرود. وتضخمت حالات المرض الفيروسي منذ اجتماع اللجنة أول مرة في نهاية يونيو، عندما كان هناك حوالي 3000 حالة فقط.

في ذلك الوقت، وافق فريق الخبراء على إعادة النظر في موقفهم من إعلان الطوارئ إذا تصاعد تفشي المرض.

كانت إحدى القضايا الرئيسية التي تدفع إلى إعادة التقييم هي ما إذا كانت الحالات ستنتشر إلى مجموعات أخرى، ولا سيما الأطفال أو غيرهم ممن كانوا عرضة للإصابة بالفيروس في حالات تفشي المرض السابقة في البلدان الموبوءة.

حددت الولايات المتحدة يوم الجمعة أول حالتي إصابة بجدري القرود لدى الأطفال. وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية يوم السبت إنهم يستكشفون إمكانية انتشار الفيروس عبر طرق انتقال جديدة.

ليفانت نيوز _ وكالات