-
مسنّو عفرين وآلة الموت التركية
ليفانت- خاص
حصلت ليفانت نبوز على معلومات، تفيد بتعرّض كافة الفئات العمرية في مدينة عفرين، إلى عمليات السلب والنهب الممنهجين، من قبل الفصائل السورية المسلحة، المدعومة من قبل تركيا، و التي تبسط سيطرتها على مدينة عفرين منذ الثامن عشر من شهر أذار/ مارس في العام 2018.
وبحسب “حسين”، والذي طالب بحجب اسمه الحقيقي عن الإعلام، فقد عمدت السلطات التركية، ومنذ فرض سيطرتها على مدينة عفرين، إلى اتباع مختلف أساليب التغيير الديموغرافي، وترهيب السكان الأصليين في المدينة، بقصد تهجير ما تبقى من السكان، عن طريق فرض إتاوات، تعتمد أسلوب العنصرية والحض على الكراهية، لترتقي تلك الممارسات إلى جرائم حرب بحق المدنيين.
اعتداءات وجرائم قتل طالت المسنّين
حيث يعاني المسنّون في مدينة عفرين، وخاصة أولئك الذين يقطنون بمفردهم، من عمليات قتلٍ، وسلب، ونهب من قبل العناصر المسلحة، ممن يقومون بقتلهم بدم بارد، دون تعرّضهم لأي محاكمة أو محاسبة تذكر، والتكتّم عن كل تلك الجرائم من قبل الدولة التركية.
اقرأ المزيد: تمرّد داخلي.. والفصائل تسطو على محصول الزيتون في عفرين
ويتايع حسين: “لعل من أشنع تلك الجرائم، هي جريمة قتل المسنّة فاطمة كنة (80 عاماً) من أهالي قرية “هيكيجه” في ناحية شيخ الحديد / شيه، والتي قتلت خنقآ في منزلها في القرية، ومن ثم تعليقها بشجرة في حديقة منزلها، والادّعاء بأنها انتحرت، وذلك بعد سرقة مبلغ من المال، ومصاغ من الذهب كانا بحوزة المسنة، وذلك بتاريخ18 نيسان/ أبريل، من العام الجاري.
و لم تكتف العناصر المسلحة بجريمتها تلك، بل قاموا بعد ذلك باعتقال أبناء فاطمة كنة وحفيدها، بحجة التحقيق معهم، وإجبارهم على سحب الشكوى التي قدموها.
وتجدر الإشارة إلى أن الفصيل المسيطر على القرية، هو فصيل “لواء الوقاص”، المنضوي ضمن فصيل العمشات سيئ الصيت، والذي ارتكب ولا زال يرتكب، أشنع الجرائم بحق سكان ناحية شيخ الحديد وقراها التي يسيطرون عليها.
ويتابع حسين: “جريمة أخرى لا تقلّ فظاعة عن الأولى، وهي تعرّض الزوجين حورية محمد بكرة 67 عام وزوجها محي الدين أوسو 70 عاماً للقتل بوحشية، بعد اقتحام منزلهما من قبل مجموعة مسلحة ملثّمة، وسرقة محتويات المنزل، و ذلك بعد ربط الزوجين و ضربهما بطريقة وحشية، ما تسبّب في موت المسنّ على الفور، بعد ضربه بأسطوانة غاز على رأسه، وركل زوجته بكافة أنحاء جسدها، وسرقة محتويات المنزل، كذلك سرقة مبلغ من المال كان بحوزة المسنين”.
اقرأ المزيد: مسلحو الفصائل يعتدون على مواطن عفريني وينهبون ممتلكاته
وتابع: “الزوجة أصيبت بجروح خطيرة، نقلت على إثرها إلى مشافي مدينة عفرين، لتفقد حياتها بعد مرور أسبوع على وفاة زوجها، متأثرة بنزيف حاد في معدتها، نتيجة تعرّضها للضرب بشكل وحشي من قبل المجموعة المسلحة”.
ومن الانتهاكات التي جرى توثيقها بحقّ مسنّي عفرين، حسب “حسين” هو ما تعرّض له المسن علي محمد أحمد ٧٠ عام، من سكان قرية ميدانكي بناحية شران، من “قتل بطريقة وحشية من قبل المستوطن فهد المرعي، المنحدر من مدينة حمص، بعد محاولته منع مجموعة من المستوطنين من الرعي في حقل الزيتون العائد له، لينهالوا عليه بالعصي، ويضربوه على رأسه، على “الرغم من محاولة زوجته وإحدى النسوة منعهم من ضربه، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذه، وتسبّبوا له بنزيف حاد في الرأس ليفقد حياته قبل وصوله للمشفى”.
بروباغاندا مرافقة للاعتداءات
وحول البروباغاندا المرتبطة بتبرير هذه الجرائم، قال “حسين”: “ادعى حينها المستوطنون بأن هذه الأرض لهم، وأنّهم حرروها بدماء شهدائهم، وأنّه على الأكراد مغادرة عفرين”.
وتابع: “في تمثيلية من قبل الاستخبارات التركية حينها، تمّ القاء القبض على فهد المرعي وشخص آخر، فيما لاذ الثالث بالفرار، و أودعوا في السجن لفترة قصيرة، ومن ثم أطلق سراحهم بحجّة صغر سنهم، ولكونهم قصّر، ولا يمكن عرضهم على القضاء”.
وبحسب مصادر ليفانت نيوز، فالمسن حسني زعيم، وعمره ٦٥ عام من أهالي قرية شوربة بناحية معبطلي، تعرّض هو الآحر لعملية سطو على منزله، وتعرّضه للضرب المبرّح، وطعنات من السكين عند سرقة منزله، ولولا تدخّل زوجته وصراخها، لفقد المسن حياته، حيث لاذ المسلحون بالفرار حينها، قبل وصول أهالي القرية، الذين أسعفوا حسني زعيم لينجوا من الموت المحتم.
و لا تنتهي قصص قتل المسنين بقصد النهب والسرقة، ولا تشفع لهم أعمارهم، ومناجاتهم لهم حيث كان مصير المسنة عائشة حنان (٨٠ عاماً) من قرية برج عبدالو بناحية شيراوا هو القتل خنقآ بعد اقتحام منزلها من قبل مجموعة مسلحة، أثناء تواجدها في المنزل برفقة ابنها وزوجته، حيث قامت المجموعة بتقييد الابن و زوجته في إحدى الغرف، ونقل الأم وتقييدها في غرفة أخرى، وسرقة مبلغ سبعة ملايين ليرة سورية، ومصاغ من الذهب، ومن ثمّ خنق المسنة عبر وضع كيس على رأسها، وعند محاولة “نظمي سيدو” نجل المسنة تقديم شكوى لدى أمنية فصيل الحمزات المسيطر على القرية، قام الفصيل المذكور باحتجازه لمدة ٢٤ ساعة، دون القيام بأي خطوة أو فتح تحقيق في عملية القتل الشنيعة، ما يثبت تورط الحمزات بقتل عائشة حنان.
اقرأ المزيد: عائلة مختفية في عفرين.. جديد جرائم الاختطاف التركية
وحول ماوصفه “حسين” بأنّه “أبشع تلك الجرائم التي ترتكب بحق المسنين في مدينة عفرين”، يشير إلى كونها “جريمة قتل الزوجين المسنين حمدي عبدو، وسلطامة خليل ناصرو، حيث قامت مجموعة مسلّحة تتبع لفصيل الحمزات بقيادة المدعو أبو علي حياني، باقتحام منزلهما و الاعتداء بشكل وحشي على الزوجة، وتعذبيها بشكل عنيف، ما تسبّب في فقدانها لحياتها نتيجة تعرّضها لجروح وكسور بليغة، ومن ثم اختطاف الزوج حمدي عبدو، ونقله لجهة مجهولة، ليعثر أهالي القرية بعد مرور أسبوع على جثمانه مقتولآ و مرميآ بين الأراضي الزراعية”
وجدير بالذكر أنّه لا تتوقف جرائم الفصائل المسلحة عند حد القتل والسرقة بحق المسنين، حيث يتعرّض المسنون، ممن يسكنون بمفردهم إلى الطّرد، وإسكان عائلات مسلحيهم بدلآ منهم، ويطلب إليهم السكن لدى أقاربهم أو مغادرة المدينة.
و لا تنتهي جرائم الفصائل المسلحة في مدينة عفرين، حيث تشهد المدينة بشكل يومي انتهاكات واختطافات جديدة، تطال الحجر والبشر والطبيعة في المدينة، بهدف طمس هوية المدينة و تتريكها وتحقيق أحلامهم العثمانية على أرض كردية.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!