-
مستقبل كرة القدم على المحك: صراع بين صحة اللاعبين وجشع الاتحادات
-
يكشف تزايد الإصابات وتهديدات اللاعبين بالإضراب عن أزمة عميقة في كرة القدم الحديثة، حيث تتعارض المصالح التجارية للاتحادات مع الصحة البدنية والنفسية للاعبين، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في هيكلية اللع
تتصاعد المخاوف في عالم كرة القدم مع تزايد الضغوط على اللاعبين المحترفين نتيجة تكاثر المباريات وتوسع البطولات، حيث يواجه اللاعبون تحديات غير مسبوقة، مما دفعهم للتهديد بالإضراب، بينما يطلق الأطباء صيحات تحذير من تفاقم الإصابات، في ظل تجاهل واضح من الاتحادات الرياضية.
ويؤكد البروفيسور فيلهلم بلوخ، من جامعة الرياضة في كولن، أن "اللاعبين يتجاوزون حدود قدراتهم البدنية"، ويشكك في إمكانية استمرارهم بهذا المستوى العالي من الأداء دون التعرض لإصابات خطيرة.
وتكشف الإحصائيات عن أرقام مثيرة للقلق. فالنجم الأرجنتيني يوليان ألفاريز، على سبيل المثال، شارك في 75 مباراة خلال الموسم الماضي، أما إلكاي غوندوغان، قائد المنتخب الألماني السابق، فقد خاض 129 مباراة بين يوليو 2022 ويوليو 2024، بمعدل 82 دقيقة لكل مباراة، إضافة إلى أكثر من 150 ساعة في السفر.
اقرأ أيضاً: مصر والمغرب بكرة القدم خارج نهائي أولمبياد باريس
ويشدد بلوخ على أن "فترات التعافي بعد المباريات قصيرة جداً"، محذراً من أن عدم منح الجسم الوقت الكافي للراحة سيؤدي حتماً إلى تراجع الأداء وزيادة الإصابات. ويصف الوضع الحالي بأنه "غير مستدام على المدى الطويل".
وتجلت آثار هذه الضغوط مؤخراً في المنتخب الألماني، حيث اضطر المدرب يوليان ناغلسمان لاستبعاد ثمانية لاعبين بسبب الإصابات خلال فترة المباريات الدولية الأخيرة.
ويعبر اللاعبون عن استيائهم بشكل متزايد. يصف جودي بيلينغهام، لاعب ريال مدريد، الجداول الزمنية بأنها "مجنونة وصعبة على الجسد"، بينما يؤكد روبرت ليفاندوفسكي، نجم برشلونة، على حاجة اللاعبين للراحة، قائلاً: "نحن في النهاية بشر، وليس مجرد آلات في الملعب".
ورغم هذه الانتقادات، يبدو أن الفيفا واليويفا يسيران في الاتجاه المعاكس. فقد وسع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، كما ستشهد بطولة العالم للأندية وكأس العالم زيادة كبيرة في عدد المباريات.
ويحذر بلوخ من التداعيات طويلة المدى لهذا الوضع، متوقعاً أن تصبح المسيرة المهنية للاعبين أقصر في المستقبل. ويشير إلى أن الشباب اليوم يواجهون ضغوطاً أكبر مما كان عليه الحال في الماضي، مستشهداً بحالة فلوريان فيرتز، الذي لعب أكثر من 11,500 دقيقة من كرة القدم الاحترافية بحلول عمر 21 عاماً، مقارنة بـ 4,200 دقيقة فقط للقائد السابق ميشائيل بالاك في نفس العمر.
ويختتم بلوخ بالقول إن "الأقسام الطبية في الأندية مشغولة فقط بالإصلاح"، مؤكداً أن هذا الوضع لا يخدم مصلحة اللاعبين ولا الأندية. إن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في مستقبل كرة القدم، مهدداً بإنهاء عصر النجوم طويلي الأمد وتقليص جاذبية اللعبة على المدى البعيد.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!