الوضع المظلم
الجمعة ١٣ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
مخيم الركبان: معاناة مستمرة وضغوط متزايدة
مخيم الركبان - ليفانت نيوز

يواجه ماجد، المقيم في مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية، ظروفًا صعبة ومتفاقمة، حيث يضطر للتخلي عن العديد من أساسيات الحياة اليومية بسبب الحصار المفروض من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية. هذا الحصار رفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.

ماجد، الذي لم يعد قادرًا على شراء الفاكهة هذا العام، يقتصد الآن في شراء الخضار، ويكتفي بشراء كمية تكفي لوجبة واحدة فقط لعائلته. أسعار الخضار المتوفرة في المخيم تصل إلى 17 ألف ليرة سورية للكيلو، في حين تصل أسعار الفاكهة إلى 50 ألف ليرة للكيلو.

الأسعار المرتفعة لا تقتصر على الخضار والفاكهة، بل تشمل المواد الغذائية الأساسية مثل السكر، الذي يبلغ سعر الكيلو منه 22 ألف ليرة، والأرز القصير بسعر 23 ألف ليرة. الأدوية أيضًا تعاني من نقص حاد وارتفاع في الأسعار، مما يزيد من صعوبة الأوضاع.

يعيش سكان المخيم كوارث وأزمات متتالية، أبرزها نقص مياه الشرب، قلة فرص العمل، والتشديد على دخول المساعدات والمواد الأساسية، مثل الطحين. الحالة الطبية في المخيم تزداد سوءًا، حيث تفتقر النقاط الطبية للمعدات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية.

في ظل هذه الظروف، يضطر بعض سكان المخيم إلى المغادرة نحو مناطق سيطرة النظام، على الرغم من المخاطر التي تواجههم حتى بعد إجراء "تسوية" لأوضاعهم. ووفقًا لوكالة "تاس" الروسية، غادر تسعة مدنيين من المخيم في آخر دفعة، بينما ذكرت إذاعة "شام إف إم" المحلية أن العدد كان 30 شخصًا.

اقرأ المزيد: اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بعد قصف مدرسة في غزة

محمد الخالدي، عضو الهيئة السياسية في المخيم، أوضح أن من يغادرون هم غالبًا ممن ساءت أحوالهم الصحية لعدم توافر الكوادر الطبية والمعدات اللازمة. كما أشار إلى أن المجلس المحلي في الركبان حل نفسه في أيار الماضي، ليتم تشكيل "الهيئة السياسية لمخيم الركبان" كبديل للتعامل مع المنظمات الإنسانية والتحالف الدولي.

ورغم مطالبة إدارة التحالف بدعم المجلس المحلي، لم يحصل المجلس على أي دعم لمدة خمس سنوات. وفي حزيران الماضي، شكل التحالف الدولي مجلسًا مدنيًا جديدًا يتألف من 11 شخصًا لتنسيق المساعدات وتنظيم عمل المنظمات الدولية داخل المخيم.

يطالب سكان المخيم بفتح ممر آمن للخروج باتجاه شمال سوريا، في ظل فشل محاولاتهم لإقناع الأردن بفتح نقاط طبية وتقديم مساعدات أممية. وأوضح الخالدي أن المخيم يعاني من إهمال قوات التحالف، مع تراجع في مقومات الحياة وفرص العمل، وقلة في المساعدات الغذائية.

سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، ليندا توماس، اتهمت النظام السوري في حزيران الماضي بإثارة أزمة إنسانية في الركبان وعرقلة جهود الأمم المتحدة للوصول إلى آلاف المدنيين في المخيم. وفي نفس الشهر، نجحت "المنظمة السورية للطوارئ" في إدخال فريق طبي متعدد التخصصات إلى المخيم، في إطار مبادرتها الإنسانية "الواحة السورية"، لتخفيف معاناة السكان.

أُقيم مخيم الركبان عام 2014 لإيواء عشرات آلاف السوريين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية". وبعد إغلاق الأردن حدودها بشكل كامل في شباط 2020، أصبح المخيم مركزًا دائمًا للإقامة، وسط تخل أممي عن سكانه.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!