-
ماذا لو تعايشت إيران؟ الجزء التاسع
ماذا لو تعايشت إيران؟! و«حراك المستضعفين وتآكل مبادئ الثورة الإيرانية»، في مواجهة استكبار رجال الدين والدائرة التي تؤيدهم، حتى صارت شرعيتهم نتيجة الاستغلال والتحريف للتعبئة والحشد، حاول عبرها الكاتبين محمود أبو القاسم وعبدالرؤوف الغنيمي في كتابيهما المحوي من سبعة فصول في 291 صفحة، وأصدره المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، وكيف وصلت أزمة المستضعَفين في السياسة الإيرانية، بعد أربعة عقود، لا سيّما أنَّ النظام وعدهم في ظلّ الأيديولوجيا "المؤسلمة" بنُسختها الشيعية بتمكينهم على جميع الأصعدة، لدرجة أنَّ المُرشد قد استمد نصيبًا كبيرًا من شرعيتها بالترويج لهذا لاعتباراتٍ عدة (نظرية عقدية ، وأخرى موضوعية).
ماذا لو تعايشت إيران؟! وشعار الازدهار الاقتصادي لم يتحقَّق في الأربعين سنةً الماضية كما ينبغي، وفق الناشط السياسي الإصلاحي رهامي في مقابلته مع وكالة «إيسنا»، ليجعل من مسارات الانتقال خزي للإيرانيين من ثورة قتلت أمالهم حتى تمنت (الأم ألا تضع وليدها)، وكأن روحاني وخامنئي قد وضعا شروط الاستضعاف في ثورتهم الشيعية، فصارت بمسارات وخطوط طريق من اضطهاد إلى تمكين سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وصل بطرائقه إلى دولة راعية للإرهاب، ومرتع جاذب للمرتزقة والميليشيات، ومأمن إبليس في أرض الله.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
ومستقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2021م واختلافها قليلًا عن الدورات السابقة، وفقًا للوعود التي قطعتها جميع التيّارات، بما في ذلك الإصلاحيون والأُصوليون والمعتدلون، ومع ذلك، لم تكُن النتيجة مناسبةً في النهاية لأحلام المستضعفين، مما يُسبب فراغ المجال السياسي من الأحزاب والتيّارات، وزاد من القلقُ الأهمّ المتعلَّق بتنفيذ مُقترَح الانفراج الاقتصادي غير المُعدَّل، حتى صار الشعبَ أُلعوبةً مثل هذا القرار، وإحلاَلّ نفسُ البلاء عليه بسبب مشكلات المؤسَّسات المالية والائتمانية.
ماذا لو تعايشت إيران؟! ونصرة المستضعفين خارج حدودها: بأهداف ومجالات وأدوات تنفيذ تبث الطمأنينة لأبنائها الفارين من أزمة الشرعية السياسية في إيران وهيمنتها على الأقليَّات التي زادت احتجاجاتهم الشعبية ضد سياسات النظام، والاحتجاجات الفئوية وتعبئة المستضعفين، لإخفاق مشروع الدولة الأمة وعلاقتهم بمجتمعهم، وخيارات تعامل النظام مع الاحتجاجات بين النهب والقمع وإبعاد الغضب الشعبي عن جرائمهم وما احتجاجات الوقود 2019م إلا مثالاً.
ماذا لو تعايشت إيران؟! و«يد البرلمان على زناد مغادرة الاتفاق النووي». كما قدَّم عددٌ من النوّاب خطَّةً عاجلة الأسبوع الماضي لانسحاب إيران من الاتفاق النووي، إذا قامت أمريكا بتفعيل «آلية الزناد» ضدّ إيران، وإعادة عقوبات مجلس الأمن التي فُرِضَت على الشعب الإيراني خلال الفترة التي كان فيها المحافظون يمتلكون السُلطة في البرلمان والحكومة رغم أنّ روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا قد عارضوا الطلب الأمريكي.
ماذا لو تعايشت إيران؟! ومأزق مشروعها في الإقليم، ودورها في إثارة الفتن الطائفية في انطلاق الاحتجاجات الحاشدة بالعراق ولبنــان، وموقعهما الإستراتيجي لها، ووسائلها للهيمنة عليهما، الي اصطدم والحراك الاحتجاجي في العراق ولبنان ضد نفوذ ميليشياتها الإرهابية، ثم انعكاسات الاحتجاجات الشعبية على مستقبل مشروع إيران الإقليمي، الذي اقترب نهايته بعد تورط حزب الله في مقتل الحريري ثم تدمير ميناء بيروت.
خالد الجاسر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!