-
لواء العمشات التركي.. ارتزاق ونهب لمقدّرات عفرين وريفها
خاص- ليفانت
تتوالى فصول معاناة سكان منطقة عفرين وما حولها، جرّاء الانتهاكات المتتالية التي ترتكبها فصائل “الجيش الوطني” الذي أنشأته تركيا، فمنذ فرض هيمنتها على المنطقة تسعى الأخيرة إلى استعداء سكان المنطقة، وانتهاك كراماتهم وحرّياتهم دون أن تظهر تركيا أيّ حسّ بالمسؤولية تجاه هؤلاء المدنيين. لواء العمشات
لمحة عن فصيل اللواء سلطان سليمان شاه / العمشات
تأسس الفصيل في أواخر عام 2011 في ريف حماة، تحت مسمى لواء خط النار بعد دخول الأزمة السورية مرحلة الصراع المسلح و في أوائل العام 2016.
وتمّت إعادة تسمية الفصيل باسم لواء السلطان سليمان شاه، نسبة للجد المؤسس للإمبراطورية العثمانية، حيث تلقّى الفصيل دعمه المباشر من الدولة التركية، و شكّل التركمان أغلب عناصره، حيث بلغ عددهم أثناء تواجدهم في مناطق حماه 700 مسلّحاً، و شارك الفصيل في العديد من المعارك في المناطق السورية، منها معركة غصن الزيتون التي شنّتها الدولة التركية ضد مدينة عفرين، و احتلّتها منذ أذار عام 2018.
اقرأ المزيد: عفرين..انفجارات مجهولة وتصعيد ضدّ “فصائل أنقرة”
يظهر الفصيل موالاته بشكل مباشر للدولة التركية، و رئيسها رجب طيب أردوغان، ويخضع لكافة الأوامر التركية بقيادة المدعو محمد الجاسم أبو عمشة.
من يكون قائد فصيل العمشات؟
أبو عمشة ينحدر من من إحدى قرى السقيلبية في ريف حماة، و هو من أبناء الأقلية التركمانية في سوريا، وكان يعمل مهرّبآ للمحروقات و الديزل.
اقترن اسم “أبو عمشة” بأبشع الانتهاكات والجرائم بحقّ السكان الكرد في ناحية شيخ الحديد وقراها، من خلال فرض الضرائب والإتاوات، وتنفيذ عمليات الاختطاف والتعذيب، وتحصيل الفدية المالية من السكان الذين حوّلهم لمصدر رزق له يجني منهم الألاف من الدولارات.
انتهاكات أبو عمشة في ناحية شيخ الحديد
يعاني سكان ناحية شيخ الحديد الأمرّين من ممارسات قائد وعناصر فصيل العمشات، ومن أبرز تلك الانتهاكات، هي السيطرة على ممتلكات المدنيين في الناحية بقوة السلاح، وسلبهم ما يملكون من منازل وعقارات ومحالّ تجارية، بحجة أن أصحابها كانوا يتعاملون مع الإدارة الذاتية سابقآ.
حيث قام عناصر الفصيل المذكور بالسيطرة على أكثر من سبع محالّ تجارية، تعود ملكيتها لمدنيين كرد في مركز الناحية، بهدف بناء مول لقائدهم أبو عمشة تحت اسم مول أبو عمشة.
كما قام عناصر الفصيل بإجبار العديد من كبار السن، ممّن يقطنون بمفردهم، بترك منازلهم و إسكان ذوي المسلّحين، بدلآ منهم، إضافة إلى إجبار أصحاب المنازل على دفع ضريبة تتراوح بين 400 إلى 500 دولار أمريكي، مقابل البقاء في منازلهم، وكل من يتخلف يتم طرده من منزله.
السيطرة على اقتصاد الناحية وتحويلها لرصيد المدعو أبو عمشة
منذ بداية سيطرة أبو عمشة وعناصره على ناحية شيخ الحديد، تمّ فرض العديد من الضرائب والإتاوات على السكان، وخاصة في مواسم الزيتون، وتقاسم ما يجنيه الفلاح الكردي من أملاكه.
اقرأ المزيد: الشرطة العسكرية الموالية لتركيا تعتقل نساء عفرين
فقد منع عناصر الفصيل سكان الناحية من نقل زيتونهم لمعاصر خارج القرية، وأجبرهم على نقلها لمعصرة تدار من قبل أحد المقرّبين من أفراده، إضافة لمنع محصول الزيت والزيتون خارج الناحية، ومنع السيارات من العبور للسوق، إضافة لفرض ضريبة تقدّر ب 20 بالمئة عن نسبة محصول الزيتون، و نسبة 25 بالمئة من نسبة الزيت.
و لم يكتف الفصيل بذلك، بل يقوم بالاستيلاء على أملاك المهجّرين من سكان الناحية، ويمنعون أقاربهم من جني محصولهم، بحجّة إنتمائهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولتبرير ذلك قاموا بتوكيل أشخاص من طرفهم، للقيام بضمان تلك الأراضي والأشجار لصالح الفصيل، مقابل مبالغ زهيدة، فيحصل بذلك الفصيل على المردود السنوي لتلك الأشجار.
و تتكرّر معاناة الفلاح الكردي في كل موسم زيتون، ويعاني من كثرة الضرائب والإتاوات التي يتم فرضها عليها، فقد فرض المدعو أبو عمشة في موسم الزيتون الحالي مبلغ 8 دولار أمريكي على كل شجرة زيتون، سواء أكانت مثمرة أو لا، إضافة لمنع الفلاح من جني محصوله، إن لم يملك ورقة من المجلس المحلي تثبت ملكيّته لكرم الزيتون، وكذلك يتمّ منع الفلاحين عصر الزيتون في معاصر تقع خارج الناحية، أو متواجدة في غير مناطق سيطرتهم، لمعرفة كمية انتاج الزيت وفرض ضريبتهم عليها.
كذلك كشفت مصادر محلية، عن قيام محمد الجاسم أبو عمشة سنويآ، بتحصيل ملايين الدولارات من خلال عمليات النهب والسرقة، والانتهاكات التي ينفّذها في ناحية شيخ حديد.
وأكّدت المصادر أنه خلال العام الفائت، حصل على مبلغ 12 مليون دولار أمريكي، من الإتاوات والضرائب، التي فرضها على سكان الناحية و قراها.
كما وضّحت المصادر أن المدعو أبو عمشة، يقوم الآن بفرض ضريبة تقدر بمليون و نصف دولار أمريكي، على المزارعين الكرد الذين تقع أراضيهم ضمن حدود منطقة سيطرته، في ناحية شيخ الحديد
و لا تنتهي انتهاكات الفصيل وقائده فإن سكان الناحية والقرى المجاورة لها، ذاقو الأمرين من عمليات الاختطاف العشوائية بتهم واهية وإجبار ذوي المختطفين على دفع مبالغ مالية كبيرة للافراج عنهم، وتعرّض المختطفين خلال فترة اختطافهم للتعذيب الوحشي، والذي قد يصل في كثير من الأحيان إلى الموت تحت التعذيب أو التسبب بعاهات دائمة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!