الوضع المظلم
الإثنين ٠٨ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
لاجئ سوري يعلّم الألمان لهجاتهم
لاجئ سوري يعلّم الألمان لهجاتهم

ينتج ابن مدينة حلب خليل خليل 30 عاماً الذي وصل إلى ألمانيا منذ أربع سنوات فديوهات تعليمية تنشرها إذاعة جنوب غربي ألمانيا (SWR).


هذه الفديوهات جعلت منه شخصًا معروفًا في ولاية بادن فورتمبيرغ التي يقيم فيها، حتى أن وسائل إعلام محلية تطلق عليه لقب "عبقري اللغات".

وقد حظي خليل بالتكريم من إدارة الولاية ونال "ميدالية الوطن" التي تمنح للأشخاص الذين لهم دور في المشهد الثقافي والاجتماعي في الولاية.


وأشار خليل على هامش حفل التكريم إلى أن التحدث باللهجات المحلية يعكس شعوراً بالانتماء إلى المنطقة، مضيفاً أن الوطن ليس مسألة مكان بل مسألة شعور. من جانبها أكدت وزارة الثقافة في ولاية بادن فورتمبيرغ أن خليل "نموذج مشرق للاندماج الناجح".


يتقن المهاجر السوري اللغة الألمانية الفصحى بالإضافة إلى لهجتين محليتين في جنوب غربي ألمانيا وهما "شفيبيش" و"باديش". ويعيش في ألمانيا منذ أربع سنوات في منطقة بادن بعد أن حصل على الإقامة كلاجئ سوري.


يقول خليل لموقع مهاجر نيوز عن تعلمه اللغة في ألمانيا: "بطبيعتي أحب اللغات كثيرًا وبالإضافة إلى ذلك فإنني أدركت عند وصولي إلى ألمانيا أنه لا يمكن للمرء أن يكون له تأثير إلا بإتقان اللغة ولذلك تعلمتها ثم تعلمت اللهجتين من خلال التواصل مع الناس وقراءة الكتب".


ويتحدث خليل، الذي ترعرع في مدينة حلب السورية، الكردية والعربية والتركية والإنكليزية. ورغم أنه كان يريد عند بداية وصوله إلى ألمانيا الاستمرار بعمله كمحام، حيث أنه حاصل على إجازة في الحقوق، إلا أن عدم إمكانية ممارسة عمله في ألمانيا جعله يغير مساره المهني.


برنامج ساخر يجمع بين الثقافات


يقوم خليل منذ عام تقريباً أقوم بتدريب مهني لدى إذاعة جنوب غربي ألمانيا (SWR) كتقني إعلامي (فني صوت وصورة)، لكنني أسعى إلى أن يكون لي في المستقبل برنامج ساخر أجمع فيه الناس من ثقافات مختلفة من أجل بناء الجسور بينهم".


وكغيره من المهاجرين الجدد مر خليل بصعوبات عند بداية وجوده في ألمانيا، ويوضح: "كان يجب على المرء أن يضغط على نفسه قليلاً ليتعلم اللغة، بالإضافة إلى البيروقراطية وصعوبة إيجاد مسكن، لكن بعد تعلم اللغة تختفي الصعوبات لتصبح مثل الصعوبات التي يعاني منها الألمان أيضاً".


إتقان اللغة يساعد على الاندماج أكثر و مجابهة الأحزاب اليمينية


ولا يخفي خليل أن هدفه من تعلم اللغة الألمانية واللهجتين المحليتين كان منذ البداية أن يكون متميزاً ليصبح مثالاً لاندماج اللاجئين في المجتمع وليظهر أن هناك لاجئين يتقنون اللغة الألمانية، ويضيف: "وجود نماذج ناجحة للاندماج يساعد المجتمع على مجابهة الأحزاب".


ويرى خليل أن الاندماج لا ينجح إلا إذا ساهم فيه اللاجئون والألمان معاً، ويوضح: "بعض العادات التي نجلبها معنا كلاجئين ليست مقبولة وعلينا تغييرها، بالمقابل هناك مبادئ وقيم في المجتمعات التي أتينا منها لا يمكننا أن نستغني عنها وعلى الألمان أن يتقبلوا ذلك".


ويرى خليل حسب موقع مهاجر نيوز: "على كلا الطرفين تقديم ما قد يرونه تنازلات من أجل أن ينجح الاندماج". ويؤكد خليل على أن الاندماج بالنسبة له " لا يعني الاستغناء عن القيم والعادات".


ويعتقد اللاجئ السوري أن المشكلة الأساسية في ألمانيا هي التركيز على ما يفرّق الألمان واللاجئين وليس على ما يجمعهم، ويضيف: "يتم التركيز على نقاط الاختلاف عوضاً عن النقاط المشتركة بين الثقافات، وهذا خاطئ"،


ويتابع: "عندما نركز في البداية على النقاط المشتركة يمكننا فيما بعد مناقشة نقاط الاختلاف ثم يمكننا الوصول إلى حل مشترك، لتحقيق العيش المشترك والوصول إلى مجتمع حقيقي متعدد الثقافات وهذا ما هو مطلوب في ألمانيا في الوقت الحالي".


ليفانت _ مهاجر نيوز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!