الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
كمال جنبلاط.. وإنقاذ الوطن
خالد بركات

"ليست العظمة الحقيقية إلا إذعاناً لسلطان الحقّ.. السمو الحقيقي هو سموّ في الأخلاق والغايات والاتجاهات".

العفو منكم.. لن أتكلم أو أكتب لأنني وبكل فخر من تلاميذ مدرسة فكر المعلم كمال جنبلاط.. بل لقناعة بما يحتاجه الوطن الأمس قبل اليوم. نعم، قبل أن تنتهي وتضمحل الجامعة اللبنانية، والوطن وكل مكوناته الاجتماعية والثقافية.

حقاً.. إذا أردتم إنقاذ مكونات ومؤسسات الوطن وحقوق أبنائه بكل أجيالهم، وقانون الانتخابات، وإلغاء الطائفية السياسية، ولحماية المجتمع من التفكك أكثر، وتتعلموا وتتعظوا من أخطاء الماضي من أجل الحاضر والمستقبل، ارجعوا لضميركم ولبرنامج كمال جنبلاط الإصلاحي.

ناطور البناية والأستاذ الجامعي

فلنتكلم عما يحصل في الجامعة اللبنانية، والأستاذ الجامعي الذي طلب أن يكون ناطوراً على البناية الذي يقطنها مع أسرته ويقولها بكل قناعة، وهو كرب أسرة أصيل وأكاديمي شريف.

تحدّث كمال جنبلاط بأحد اللقاءات مع أصدقاء وقياديين في الحزب التقدمي الاشتراكي مستعيداً النضال المرير الذي خيض لإصدار المرسوم التنظيمي في نهاية العام ١٩٥٩، ومتابعة العمل بعد ذلك لإصدار القانون الأساسي لتنظيم الجامعة اللبنانية والذي صدر في نهاية ١٩٦٧، وكرّس استقلالية الجامعة الأكاديمي والإداري والمالي، واعتبر أن الجامعة كانت ضرورة وطنية وتربوية، فهي فرصة لأبناء الفقراء كي يتابعوا تحصيلهم العلمي، فلا يعود التعليم العالي حكراً على أبناء الميسورين، وهي عامل انصهار بين أبناء المجتمع اللبناني ومكان تفاعلهم الثقافي كونها تضم طلاباً من مختلف المناطق اللبنانية، هي ضرورة للحفاظ على التراث الثقافي والعلمي وتطويره، واعتبر أن مسؤولية الطلاب وهيئاتهم التمثيلية في النضال للحفاظ على الجامعة وتطويرها والسعي لإنشاء كليات جديدة فتصبح الجامعة قادرة على تدريس الاختصاصات كافة، وتحقق ديمقراطية التعليم في لبنان.

وللتاريخ ومن التاريخ، التعليم الرسمي والمعركة حوله، كتبت إحدى الجرائد في أحد أعدادها: "دموع كمال جنبلاط أنقذت التعليم الرسمي".

يوم التقى المرحومان كمال جنبلاط حيث كان وزيراً للتربية، والمرحوم الأستاذ غسان تويني كان أيضاً وزيراً، فَلمح الدموع تتغرغر في عيون كمال جنبلاط خلال استراحة مجلس الوزراء، سأله عن السبب فأجابه المعلم، "لربما نستطيع أن نساهم في تعليم أبناء البعض في منطقتنا لكن كيف يتعلم أبناء الفقراء في كل الوطن". وعند استكمال جلسة مجلس الوزراء، تم خوض معركة لإقرار التعليم الرسمي وتم إنقاذه.

ولذا نقول للأستاذ الجامعي الذي قرر أن يكون ناطوراً، نحن من واجبنا أن نكون نواطير على أبواب الجامعة اللبنانية وبعض المؤسسات، لو البعض من النواطير في الوطن هم أمناء، ولولا أفعالهم وكيدهم وأنانيتهم وقلة ضمائرهم لما وصلت لهذه الحالة مع الكثير من زملائك مع أزمات معيشية وإنسانية ووطنية لا تحصى، وما وصل إليه شعب الوطن من مآس ويأس.. تعالوا نطلب معاً أن تذرف دموع كمال جنبلاط مجدداً لربما يستيقظ ضمير من عندهم ضمير لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات عاملة في الوطن. اللهم نستودعك وطننا وشعبه ومؤسساته.

ليفانت – خالد بركات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!