-
خطة روسية لتحجيم نفوذ طهران في درعا
شهدت الأيام الماضية عودة ظاهرة العبارات المناهضة للنظام السوري التي يخطها مجهولون على جدران مدن وبلدات سورية في مناطق الجنوب (درعا القنيطرة) إلى قلب العاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها، حيث يتم المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصيرهم، إضافة إلى خروج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني من تلك المناطق.
وقبل دمشق كانت محافظة درعا السباقة من خلال خروج الأهالي بمظاهرات تطالب بالمعتقلين, وتأتي هذه الاحتجاجات تزامناً مع تردي الأوضاع الأمنية، من خلال الاغتيالات والخطف من قبل عناصر كانوا سابقاً في فصائل المعارضة, بعد أن تمت تسوية أوضاعهم مع النظام السوري في درعا بضمانات روسية .
وقالت مصادر إعلامية, إن "موسكو تهدف للحد من النفوذ الإيراني في عموم درعا، بفرض شخصيات عسكرية جديدة على غرار قادات المصالحات مع قوات النظام, لهذا تسعى بالتخلص من بعض المعارضين المسلحين، الذين رفضوا عقد المصالحات مع النظام".
وكشف المصدر, أن 27 شخصاً قتلوا في ظروف غامضة وبطرق مختلفة, بعد أن اجروا تسويات مع النظام وأبرزهم كانوا قياديين ضمن صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وقالت مصادر مطلعة, أن "هذه المصالحات ساهمت بفرض نفوذ ميليشيا "حزب الله" سيطرتها بقوة في مدينة درعا وأريافها وصولاً لحدود مدينتي السويداء والقنيطرة"، مشيرة إلى أن "ازدياد نفوذ هذه الميليشيا في درعا يأتي نتيجة غياب ولاء مطلق لروسيا".
وأردفت المصادر أن "الروس على خلاف مع الميليشيات المحسوبة على إيران والمتواجدة في المحافظة إلى جانب عناصر حزب الله".
وتسعى روسيا, إعادة تشكيل قوات معارضة لها في درعا حالياً، لإحداث توازن مع التواجد الإيراني في تلك المناطق، وذلك بالتعاون مع المستشارين الأميركيين في "قاعدة التنف", وفقاً للمصادر المطلعة.
وتأتي هذه "المحاولة" الروسية نتيجة الاستياء الشعبي الواسع من الهيمنة الإيرانية على درعا وأريافها، حيث تخرج تظاهرات معارضة بين الحين والآخر، رفضاً لوجود ميليشيات طهران في المحافظة.
وتتواجد الميليشيات الإيرانية بكثافة في درعا وصولاً للحدود الإدارية لمحافظتي السويداء والقنيطرة، بالقرب من الحدود مع الأردن وإسرائيل. وأقامت فيها ما يشبه "نقاط مراقبة" لرصد تحركات مختلف التشكيلات العسكرية في تلك المناطق، بالإضافة لتجنيد الشبان في صفوفها مقابل الحصول على راتب شهري.
وبحسب مصادر محلية في المدينة، أن الشبان يرغمون على الانضمام إلى هذه الفصائل بهدف تأمين احتياجاتهم اليومية، لكن هناك آخرين انضموا لهذه الميليشيات لمتابعة تجارتهم في المواد المهربة والممنوعة بين سوريا والأردن، وأحياناً العراق".
فإن "رواتب هؤلاء الشبان لا تتجاوز في بعض الأحيان أكثر من 80 دولاراً أميركياً في الشهر الواحد".
من جهته أكد دبلوماسي روسي لوسائل إعلامية، أنه “لا خلاف بين روسيا وإيران في سوريا”، وأن كل ما يشاع عن خلافات وسعي روسي لتحجيم دور إيران في سوريا .
وبحسب الدبلوماسي فإن روسيا تسعى لإعادة تنظيم مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية، في حين تحاول إيران لتشكيل قوات أخرى .
تجدر الاشارة, على أن هناك صراع روسي إيراني يسعيا فرض نفوذهما في سوريا من خلال الاتفاقيات والمعاهدات التي يعلن عنها بين الحكومة السورية وايران وموسكو ويسعى أحدهما فرض سيطرته على الآخر .
ليفانت - وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!