الوضع المظلم
الأربعاء ١٨ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تداعيات اغتيال هنية: تحليلات تشير لفشل استخباراتي إيراني

  • يُسلط اغتيال هنية الضوء على سلسلة الهجمات التي يُعتقد أن إسرائيل نفذتها داخل الأراضي الإيرانية، مما يثير تساؤلات حول عمق النفوذ الإسرائيلي
تداعيات اغتيال هنية: تحليلات تشير لفشل استخباراتي إيراني
خامنئي واسماعيل هنية \ تعبيرية \ متداول

أُعلن عن وفاة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران، في حادثة اتهمت فيها الحركة الفلسطينية إسرائيل بالمسؤولية، مما يكشف عن مدى النفاذ الإسرائيلي في طهران وفقاً للمحللين.

ولقي هنية حتفه، وهو المقيم في الدوحة والذي كان قد شارك في اليوم السابق في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء في محل إقامته بشمال طهران، وفقاً للحرس الثوري الإيراني.

وامتنعت إسرائيل، التي عادة ما تتحفظ على تأكيد أو نفي أخبار عملياتها الخفية في الخارج، عن التصريح. ولا تزال تفاصيل كيفية وفاة هنية غير واضحة، حيث أفادت وكالة "فارس" بأنه أُردي في "قذيفة جوية"، مما أثار تخمينات بأن الهجوم كان بصاروخ أو عبر طائرة بدون طيار.

ويعتبر المحللون الهجوم خطأ استخباراتياً جسيماً من جانب السلطات الإيرانية وتطوراً مقلقاً للغاية بالنسبة للقيادة الإيرانية، خاصة أنه تم تنفيذه في وقت كان من المفترض أن تكون الإجراءات الأمنية في أعلى مستوياتها بسبب توافد الضيوف لحضور حفل التنصيب.

اقرأ أيضاً: حماس.. تعلن اغتيال إسماعيل هنية في إيران

وقبل ساعات من وفاته، التقى هنية شخصياً بالمرشد علي خامنئي. وترى أغنيس ليفالوا، نائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات البحر المتوسط والشرق الأوسط، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن "فشل الإيرانيين في منع هذه العملية الاغتيالية يُعد موقفاً محرجاً للغاية بالنسبة لإيران".

ومع ذلك، فإن وفاة هنية ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة الهجمات التي يُعتقد أن إسرائيل قامت بها داخل إيران.

وكان هناك اعتقاد دائم بأن إسرائيل قد نفذت عمليات عبر الموساد في إيران، التي لا تعترف بإسرائيل، مما يثير الاستفسارات حول كيفية حصول إسرائيل على معلومات استخباراتية مفصلة بهذا القدر.

ويعتقد آرش عزيزي، المحاضر في جامعة كليمسون بالولايات المتحدة، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن ما حدث "يؤكد ما كنا نعرفه جميعاً: عمق تغلغل إسرائيل في أجهزة الأمن الإيرانية".

وعلى عكس القيادة العسكرية لحماس، كان هنية يظهر بشكل علني إلى حد ما، حيث قام بزيارات دولية بما في ذلك تركيا حيث عقد محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وكانت زيارته الأخيرة في أبريل.

وتقول ليفالوا: "نعلم أن لدى الإسرائيليين عملاء، وبالتالي يحصلون على معلومات استخباراتية داخل إيران". وتضيف: "تُظهر هذه العملية أن الشبكة الاستخباراتية الإسرائيلية متطورة للغاية، بحيث تحصل على جميع المعلومات اللازمة، مما يمكّنها من تنفيذ عملية بهذا النوع".

وربما كانت العملية الأبرز، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، هي اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده عام 2020 باستخدام رشاش قام عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتجميعه قرب منزله في إيران، قبل أن يتم إطلاق النار منه عن بعد عقب مغادرتهم.

ووفقاً للتقارير، أُردي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، عبد الله أحمد عبد الله المعروف بأبو محمد المصري، في طهران عندما أطلق عليه النار مهاجمان كانا يستقلان دراجة نارية في أغسطس 2020، في هجوم نفّذه عملاء إسرائيليون بتوجيه من الولايات المتحدة.

وتصاعد التوتر الحالي بعد الهجوم الذي شنّته حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر وأعقبته عملية عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة، وردّت إسرائيل في أبريل على أول هجوم إيراني مباشر على أراضيها عبر قصف نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا.

ولم يتضح بالكامل بعد مصدر هذه الضربة لكنها شملت صاروخاً واحداً على الأقل أُطلق من خارج إيران ومسيّرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" (أي مروحية رباعية) يحتمل أنها أُطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية، وفق ما ذكرت تقارير.

وبحسب بعض المنصات الإعلامية، بما فيها قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية، فإن عملاء إسرائيليين احتجزوا عناصر من الحرس الثوري وحققوا معهم داخل الأراضي الإيرانية للحصول على معلومات استخباراتية.

كما سرت شبهات بعد انفجارات غامضة وقعت في محيط مواقع حساسة بأن إسرائيل نفّذت بالفعل هجمات بمسيّرات داخل إيران، لكن الأمر لم يتم تأكيده.

وجاء اغتيال هنية أيضاً بعدما قصفت إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، مستهدفةً قيادياً عسكرياً هو فؤاد شكر تتّهمه بالوقوف وراء الضربة الصاروخية التي أودت بـ12 فتى وفتاة في بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السوري المحتلة.

وقال حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث بشأن العالم العربي والمتوسط في جنيف إن "هذه العملية تظهر أن إيران لم تكن قادرة على تأمين ضيوف المرشد الأعلى والرئيس"، وأكد عبيدي، في حديث مع وكالة "فرانس برس"، على أن طبيعة الهجوم تظهر أن إسرائيل كانت لديها "معلومات دقيقة للغاية" عن مكان هنية وتحركاته.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!