-
العمل المكتبي وعواقب الخمول: كيف يؤثر على الصحة العامة وأداء الموظفين؟
-
الخمول البدني، خاصة في بيئات العمل المكتبية، يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث يؤدي إلى تدهور العضلات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وحتى السرطان
إن “قلة النشاط البدني” تعد من أخطر التهديدات الخفية للصحة، حيث يفقد الفرد قوته العضلية عند التوقف عن ممارسة الأنشطة الحركية.
ويؤدي هذا النقص في القوة العضلية إلى زيادة احتمالية الإصابة بمشكلات صحية متعددة، منها التدهور العقلي والاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى أمراض الجهاز الحركي، وزيادة خطر السقوط والتعرض لإصابات خطيرة.
كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى دخول المستشفى وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض السكري، والقلب، والخرف، والضعف الجسدي، والإعاقات الوظيفية وحتى بعض أنواع السرطانات، وفقًا لتقرير نشره موقع RTÉ التابع لهيئة الإذاعة الإيرلندية.
اقرأ أيضاً: تجديد العقل: استراتيجيات لتحسين الصحة العقلية والتركيز
“الخمول البدني” لا يمثل فقط تحديًا فرديًا بل يفرض أعباء كبيرة على منظومات الرعاية الصحية، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية تكلفة هذا الخمول على الأنظمة الصحية بما يصل إلى 300 مليار دولار أمريكي بين عامي 2020 و2030.
وفي المملكة المتحدة، أشارت السلطات إلى أن “قلة النشاط البدني” كانت مرتبطة بوفاة واحدة من كل ست حالات وفاة خلال عام 2022، مما يبرز أهمية مواجهة هذا الخطر المتزايد.
وعلى مر التاريخ، اعتاد الأفراد على فقدان نشاطهم البدني مع تقدمهم في العمر، لكن في الوقت الحالي، “أصبح الشباب”، لا سيما أولئك العاملين في المكاتب والمهن غير النشطة، أكثر عرضة للخمول والضعف الجسدي.
وهؤلاء الأفراد يأخذون إجازات مرضية طويلة، وفي بعض الحالات يتقاعدون في وقت مبكر نتيجة مشاكل صحية مرتبطة بنمط الحياة غير النشط. يُظهر العمل المكتبي غير النشط تأثيرات سلبية مثل التعب العقلي والآلام الجسدية.
وتُعد تمارين القوة من أكثر الأنشطة فعالية لتحسين “الصحة البدنية والعقلية”، وهي واحدة من توصيتين أساسيتين في إرشادات النشاط البدني الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، يعد هذا النوع من التمارين من بين الأنشطة الأقل التزامًا بها من قبل الأفراد، وخاصة العاملين في المكاتب. وتشير الدراسات إلى أن أخذ استراحات قصيرة لممارسة تمارين مثل القرفصاء يساعد على تحسين تدفق الدم، وزيادة التركيز، وتقليل الشعور بالإرهاق.
وقد أظهرت الأبحاث أن البدء في تدريبات القوة في أي مرحلة عمرية يؤدي إلى “زيادة مستويات الطاقة” والنشاط البدني، لكن التحديات التي تحول دون الالتزام بهذا النوع من التمارين تشمل قلة الوقت، وعدم المعرفة الكافية، وصعوبة الوصول إلى صالات رياضية مريحة، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يتحملن مسؤوليات إضافية في الرعاية.
ومن أجل “الحفاظ على قوة عاملة صحية”، ينبغي على أصحاب العمل التدخل قبل أن تصل حالة الموظفين إلى مراحل حرجة. يمكن للشركات تعزيز صحة موظفيها من خلال تقديم دعم عملي لهم أثناء العمل، مثل تخصيص وقت لممارسة تمارين القوة وتوفير مدربين أو جلسات افتراضية لتحفيز الموظفين على النشاط البدني.
بجانب توفير هذه الحلول، يمكن أن يساعد في تحسين صحة الموظفين بشكل مباشر ويعزز الروابط بينهم داخل بيئة العمل، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين أداء الشركات بشكل عام.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!