الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الشارقة للفنون بالتعاون مع متحف شيكاغو.. معرض "الرجل الذي تحدث حتى اختفى"

الشارقة للفنون بالتعاون مع متحف شيكاغو.. معرض
الرجل الذي تحدث حتى اختفى بانة عبيدي

افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع متحف شيكاغو للفن المعاصر معرضاً استقصائياً بعنوان "الرجل الذي تحدث حتى اختفى". يقام المَعْرِض في الفترة ما بين 4 سبتمبر/ أيلول 2021 حتى 5 يونيو/ حَزِيران 2022 في شيكاغو، الولايات المتحدة الأميركية.


يستكشف المَعْرِض الممارسات الفنية للفنانة باني عبيدي على مدى عقدين من الزمن، وانشغالها العميق بعدة وسائط فنية، ويحفل بأعمال تطغى عليها حكايات شخصية ومجتمعية تشكلت تحت تأثير العلاقات الجيوسياسية المتنامية بين الهند وباكستان، والصراعات التاريخية على السلطة في جَنُوب آسيا، بالإضافة إلى المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.


في 12 أكتوبر 2019 شاركت عبيدي بمعرضها لمصلحة مؤسسة الشارقة للفنون ب عشرة أعمال زيتية في إطار عنوان أرض المرح؛ على خلفية التبادل التجاري والثقافي المتداخل بين المركزين الحضريين كراتشي والشارقة. وقدّم مَعْرِض "باني عبيدي: أرض المرح" فرصة لتأمل الوجود المستمر للكوزموبوليتانية والإمكانات التي تعد بتقديمها اليوم.

المَعْرِض من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وناتاشا جينوالا القيمة المساعدة في غاليري غروبيوس باو، وبانة قطان القيمة المساعدة في برنامَج باميلا ألبير في متحف شيكاغو للفن المعاصر.


تعتمد الممارسة الفنية للفنانة باني عبيدي الممتدة على مدى عقدين من الزمن، التي تشمل وسائط الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والأداء، على الأحداث اليومية والتاريخية لاستكشاف القضايا المتعلقة بالقومية وسلطة الدولة.

الفنانة باني عبيدي الفنانة باني عبيدي. © الشارقة للفنون

تأثرت أعمال باني عبيدي بنشأتها في كراتشي والتجارب التي عاشتها في مدن أخرى مثل شيكاغو حيث درست في معهد الفنون في شيكاغو، وعلى هذا تتعامل مع المخيلة الاجتماعية والكوزموبوليتانية بنبرة راوٍ متمرّس، وتستخدم الفيديو والفوتوغراف والصوت والأعمال التركيبية لإماطة اللثام عن تأثير الصراعات الثقافية والسلطوية السياسية على حياة الجميع.


اشتهرت باني عبيدي طوال مسيرتها الفنية التي تمتد لعشرين عاماً على مستوى العالم جرّاء نقدها الساخر من الممسكين بزمام السلطة وأساليبهم المتنوعة في استخدامها، وتستعرض ممارساتها بنية الوقائع الاجتماعية السياسية وتأثير هذه السرديات على التجارِب الفردية، مستمدةً إلهامها من التاريخ والأدب ووسائل الإعلام العامة والأحداث الجارية.


يتضمن مَعْرِض "الرجل الذي تحدث حتى اختفى" أعمالاً متنوعة تشمل سلسلتها المرسومة بالألوان المائية الذي استمد المَعْرِض عنوانه منها، بالإضافة إلى مطبوعات وأعمال تركيبية مثل "حواجز أمنية من الألف إلى الياء" و"تمارين على خطوط التوجيه" الذي يتضمن خطوط انتظار متقاطعة على أرض الغاليري، مبنية على ثيمة فيلمها "المسافة من هنا".


كما يقدم المَعْرِض عدة فيديوهات من أعمالها مثل "المانجو" و"الأخبار" و"النشيد الوطني"، حيث تعرض الفنانة أمام الكاميرا نسخة شبه خيالية عن نفسها، إلى جانب أعمال أخرى تظهر تطور ممارستها الفنية وانشغالاتها مع مرور الزمن.


تتناول عبيدي الفرجة المتصلة بسلطة الدولة، وتستخدم أعمالها في الأفلام وغيرها من الوسائط كحجة دامغة وأحياناً تخريبية للتعامل مع إشكالية الوطنية والعسكرة ودراما السيطرة الممنهجة.


تشمل المعروضات أيضاً عمل "الموت عند زاوية 30 درجة" الذي عُرض بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون في دكيومنتا 13، واعتبر أول فيلم من أفلامها يحقق حضوراً عالمياً لافتاً.


كما يعرض للمرة الأولى عمل جديد بعنوان "إيماءات اليد المطمئنة لكبار الرجال، صغار الرجال، كل الرجال" (2021)، وتستعرض هذه السلسلة مجموعة من الحركات والقَسمات التي تشكّل صورة السلطة، وغالباً ما ترتبط بالذكورة كالكاريزما والرفاقية والحميّة الوطنية. بينما يعرض عمل "الخطاب" على شاشات التلفاز في عدة مواقع، ويتضمن العمل الخلفية المألوفة لخطاب رئاسي متلفز في باكستان، الذي يتضمن صورة بإطار لمحمد علي جناح، مؤسس باكستان الحديثة.




"الرجل الذي..." (تفصيل)، 2015 "الرجل الذي يتسكع في الجوار..." (تفصيل)، 2015

وفي سياق مشابه، ينتظر الحشد في عمل "محجوز" بقلق واضح وصول أحد أعيان الدولة وموكبه إلى مدخل السَّجادة الحمراء، وتعرض إحدى قناتي الفيديو مشاهد لأطفال يلوحون بأعلام ورقية، وبائع بالونات متجول، وشرطة تنظّم حركة السير، بينما نرى على الشاشة الثانية وصول الموكب من دون صاحب المقام. ومن خلال عدسات عبيدي النقدية، تعكس هذه الأعمال الانتظار العصبي والمستفز المرتبط بالبيروقراطية وإنتاج الصورة العامة.


تتصارع عبيدي عبر السياق الاجتماعي والسياسي الباكستاني المحدد، مع ذكرى أزمنة كوزموبوليتية تعرضت للانقراض من جرّاءِ تصاعد القومية الأيديولوجية والطائفية من جهة، وظهور أشكال جديدة من الشعبوية من جهة أخرى، حيث تكشف في أعمالها عن إشكاليات تنتهك المساعي النضالية الرامية إلى إرساء العدالة في باكستان، التي قد تخلّف أصداءً لدى الآخرين في جميع أنحاء العالم.


عُرضت أعمال عبيدي للمرة الأولى في الشارقة سنة 2019، وذلك ضمن مَعْرِض "باني عبيدي: أرض المرح"، الذي شاركت في تقييمه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وناتاشا جينوالا، القيمة المساعدة في غروبيوس باو.


اقرأ المزيد: جوائز نوبل مستمرة.. نوبل للفيزياء مناصفة بين ثلاثي ياباني إيطالي ألماني


وقد قدمت الفنانة العديد من المعارض الفردية كما شكّلت أعمالها جزءاً من مقتنيات متاحف عالمية منها: متحف الفن الحديث، نيويورك؛ متحف غوغنهايم، نيويورك؛ المتحف البريطاني، لندن؛ تيت مودرن، لندن؛ مجموعة برغر، هونغ كونغ؛ مؤسسة ديفي للفنون، غوروغرام، الهند؛ ومؤسسة الشارقة للفنون وغيرها.
درست عبيدي الفنون البصرية في الكُلْيَة الوطنية للفنون في لاهور (1994)، ومدرسة معهد شيكاغو للفنون (1999). وهي تقيم وتعمل حالياً بين برلين وكراتشي.

ليفانت نيوز _ مؤسسة الشارقة للفنون

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!