الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أردوغان يُحوّل العدالة والتنمية لأداة تُرسّخ "حكم الرجل الواحد"

أردوغان يُحوّل العدالة والتنمية لأداة تُرسّخ
أردوغان وحزب العدالة والتنمية

لم يعد حزب العدالة والتنمية، كما كان وقت انطلاقته بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ أصبح مجرد أداة يستخدمها أردوغان من أجل ترسيخ "حكم الرجل الواحد"، بحسب منشقين عن الحزب، الذين ليسوا أعضاءً عاديين، بل شخصيات بارزة في الحزب ساهمت في تأسيسه وفي وصوله إلى السلطة عام 2002.


علي باباجان كان آخر المنشقين البارزين، وهو القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، وقد قال في تصريحات صحفية قبل يومين إن تركيا دخلت في نفق مظلم، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016، موضحاً بأن سبب دخول تركيا "النفق المظلم" يعود إلى حملات "التطهير" التي قادها أردوغان في البلاد، يقول منتقدوه إنها تقوّض حكم القانون والحريات الديمقراطية.


واستقال باباجان من حزب العدالة والتنمية في يوليو، مرجعاً خطوته تلك إلى "خلافات عميقة"، وتحدث الوزير السابق، الذي يعتبر أحد أبرز مؤسسي الحزب الحاكم عن نيته إنشاء حزب جديد، خلال ما تبقى من العام الجاري، لكي يتحدى حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ 18 عاماً.


وباباجان لم يكن الوحيد الذي استقال من الحزب في الأشهر الأخيرة، إذ ترك وانشق عدد من القادة البارزين عن الحزب، منهم أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، الذي أعلن استقالته رسمياً من الحزب في سبتمبر الماضي، وأعلن نيته تشكيل حزب جديد، فيما تقول تقارير إن حزب داود أوغلو الجديد يلقى دعماً من رئيس الجمهورية التركية السابق، أول رئيس لحزب العدالة والتنمية، عبد الله غل.


وتحوي قائمة المنشقين أيضاً كلاً من بشير أتالاي ونهاد أرقون، وسعد الله أرقين، وسلجوك أوزداغ، وأيهان سفر أوستون، حيث شغل هؤلاء مناصب وزارية في الحكومة التركية وفي البرلمان، فضلاً عن مواقع قيادية في حزب العدالة والتنمية، وعلى سبيل المثال، كان أتلاي يعد أحد أقرب المقرّبين من الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أن يختلف معه في الرؤى السياسية ويستبعده من دائرته المقرّبة.


وتسلم أتالاي منصب نائب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء، كما كان وزيراً للداخلية في الفترة ما بين عام 2007 و2011، فيما يمثل انشقاق هؤلاء القادة البارزين خطراً على الرئيس التركي  وحزبه"، إذ إن ذلك يهدد القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.


ويؤكد خبراء في الشأن التركي أنهم لا يستبعدون أن تتجه البلاد نحو انتخابات مُبكرة خلال عام أو عامين، قبل موعدها المحدد في 2023، خاصة مع خسارة الحزب لبلدية إسطنبول، بينما شجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية، بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.


وينوّه محللون أتراك إلى مشكلة أخرى ستواجه أردوغان، تتمثل في صعود نجم معارض يتمتع بشعبية جارفة بين الأتراك، هو أكرم إمام أوغلو، حيث فاز الأخير، وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، في انتخابات بلدية إسطنبول، التي قال عنها أردوغان ذات مرة إن من يفوز بها يفوز بتركيا.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!