الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٣ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • تسعة أعوام على رحيل عمر أميرالاي.. صاحب نبوءة "الطوفان"

تسعة أعوام على رحيل عمر أميرالاي.. صاحب نبوءة
تسعة أعوام على رحيل عمر أميرالاي.. صاحب نبوءة "الطوفان"



يوم بشّر بطوفان في بلاد البعث، كان صوته عالياً لدرجة الصدمة..البعض تعامل مع صرخته على أنها هرطقات أو سكرات ما قبل الموت. لم يكن غالبية السوريين يومها يمتلكون الجرأة على البوح حتى لأنفسهم بما قدّمه الراحل "عمر أميرالاي" في فيلمه الأشهر "طوفان في بلاد البعث".




قام يومها أميرالاي بتصوير الآثار المهدّمة في قرية نائية على هامش التاريخ والحياة، مصوراً حجم الإهمال الذي تعانيه المنطقة وآثارها، رابطاً بينها وبين التصريحات الجوفاء التي يطلقها مسؤولو حزب البعث الذين جاءت بهم المحاصصات والولاءات الكاذبة لنظام أوصل البلاد لهذا اليوم، هو ما تنبأ به الراحل عمر أميرالاي قبل سبعة عشر عاماً.




لم يكن فيلم "طوفان في بلاد البعث" هو الإنجاز الوحيد للمخرج الراحل، ولكنّه كان كافياً لتتويجه على عرش الكلمة الحرّة، والتي دفع ثمنها غالياً، إلى أن غيّبه الموت قبل أن يشهد بأم عينه تحقق نبوءته، مات قبل بدء الطوفان، ولم يتسنّ له أن يرى صدى أفلامه التي هزت عروش كل الأنظمة العربية، فمنعتها من العرض على قنواتها.




رحل عمر أميرالاي ، الذي ينتمي لأصول شركسية، في 5 شباط/فبراير عام 2011، تاركاً وراءه سبعة وستون عاماً، ومسيرة إبداعية متفرّدة أوصلت أفلامه للعرض في أهم مهرجانات الأفلام التسجيلية، والتي لاقت تشجيعاً كبيراً من قبل رواد هذا النمط السينمائي.




وكان السينمائي المبدع قد وقّع قبيل رحيله بأسبوع إعلاناً لشخصيات سورية مستقلة تأييداً لاحتجاجات الشوارع المناهضة للحكومة في مصر، والتي سميت فيما بعد بثورة يناير.




يومها قال أحد أصدقائه إن أميرالاي مات في لحظة اشتدت فيها الحاجة إليه كصوت للحرية في سوريا، حسبما أوردت وكالة رويترز يومها، وكانت مقولته الأشهر أنه "يعيش في بلد تسير بشكل ثابت نحو زوالها بعد أن خانها حكامها وهجرها عقلاؤها وتخلى عنها مثقفوها".




شارك أميرالاي في صناعة فيلم "ابن العم" عن المعارض السوري البارز رياض الترك الذي قضى أكثر من 17 عاماً في السجن الانفرادي كسجين سياسي أثناء فترة حكم الأسد الأب.

ومن أبرز أعمال أميرلاي الذي كان تخرج من فرنسا، فيلم "الحياة اليومية في قرية صغيرة"، وفيلم "عن سد الفرات" وفيلم عن ميشيل سورار وفيلم اسمه "الدجاج" وفيلم عن رئيسة الوزراء الباكستانية "بناظير بوتو"، وفيلم "مصائب قوم ".




و"كعب من ذهب" عن رفيق الحريري و"الطوفان" الذي يصور فيه مدى التخلف الذي وصلت له حياة السوريين نتيجة سيطرة البعث الحاكم على حياتهم منذ عقود ، وإثر تداول فيلمه هذا أوقفته السلطات السورية، حينها لبضعة أيام العام 2006.


 

كان أميرالاي ينظر إلى السينما من منظور مختلف حيث قال يوماً ما "أنا كمخرج لا أستطيع أن أقدم عملاً لا يكون شاهداً وصادقاً مع نفسه. إنّ عملاً يُزيّف الواقع أرفضه، ويجب أن ننقل هذا الواقع بموقفٍ نقدي كي يُصبح للعمل الفني وللفيلم التسجيلي تحديداً معنىً. وفي تجربتي الشخصيّة، فإنني ومع كل فيلم أكتشف عاملاً رقابياً شخصيّاً’.




بقي أميرالاي حتى آخر أيامه مؤمناً بالقضية التي نذر نفسه لها، ولكن الطوفان الذي تنبأ به كان أكبر مما يتحمله قلب مرهق كقلبه، ذلك الطوفان الذي ما زال يبتلع بلداً كاملاً بسكانه وأحلامه!




ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!