الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
الأزمات العربية عربية
حماد الثقفي

الأزمات العربية عربية، ما تزال قائمة في عدد منها، ولا يبدو أن الحلول جاهزة للبلورة أمام جراحات نازفة، تستهلك الطاقات والموارد والإمكانيات، ليأكل الماضي المتراكم فيها الحاضر والمُستقبل معاً، ويُضعف فيها العداوة أمنها الجماعي ليزداد عدم استقرارها وكشف الثغرات بالمنطقة وعيوبها أمام المتربصين بها بالداخل العربي وخارجه، لا سيما أن معالجة هذه الأزمات، في إطار الجامعة العربية، ما زال أقل من المأمول والمطلوب في هذه البلدان العربية، فهناك عرب الأزمات (السوريون، والعراقيون، واللبنانيون، واليمنيون، والليبيون، والتونسيون).

غالبية هذه الأزمات سببها التدخلات الخارجية، ففي لبنان وسوريا والعراق واليمن، تؤدي إيران وأذرعها وميليشياتها دوراً تخريبياً.. ناهيكم عن إرهابها لدور الجوار الخليجي وأسلحتها التي تلوح بها ومُسيراتها تضرب هنا وهناك حدودها وآبار نفطها بلا رادع ولا حسيب، إلا إذ وقع المحظور، وضربت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، حينها.

ربما تجد هذه الأزمات طريقها إلى الحل، فلا يمكن لقمة عربية واحدة أن تنجح في إيجاد حلول لمشكلات متجذرة لأكثر من عقد من الجمود العربي أمام قضايا بعينها، من بينها «دعم جهود المصالحة الفلسطينية التي انطلقت من الجزائر، وتقريب وجهات النظر في الشأن الليبي بين مختلف الأطراف المتصارعة، ومحاولة قبول عودة سوريا لمقعدها بعد عشرية من الغياب عن القمم العربية، والخلافات المغاربية بين تونس والجزائر من جهة، والمغرب من جهة أخرى، وكل ذلك والتوصل إلى تسويات سياسية توقف نزيف الدم والحروب في دولنا التي تُعاني منها، يظل العقل (العربي العربي) وقدراته المفتاح الأهم لإنهاء هذه التدخلات الضارة والمُزعزعة للاستقرار التي تُمارسها الأطراف الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، لتحل قمة "لم الشمل" بالجزائر قضايا محورية.

ولن تكون شكلية بروتوكولية كسابقتها فالقمة ستشهد مشاركة 19 ملكاً وأميراً ورئيس دولة، حسب الأنباء الواردة من الجزائر، وهو مؤشر يدل على الجدية التي يوليها القادة العرب للقمة المقبلة. وليس كما قيل ألا وعي حقيقي بالأزمات؛ وأن العرب في مرحلة متأخرة من "لم الشمل" وحالة الاستعصاء الخطير، فتباين الحلول قد يكون انعكاساً لواقع مُخْتَلف، وقد يكون انعكاساً لطبيعة الواقع والتأويل، جرّاء غياب الرؤية الشمولية والهزائم القومية الساحقة منذ 250 سنة، دون حالة انتصار واحدة، لذلك، أصبحت بُوصَلة الاهتمامات العربية مُوجّهة بشكل واع وغير واع نحو تحقيق "منجزات رد الاعتبار القومي.. وسيكون، بإذن الله، بعيداً عن المعارك الداخلية.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!