الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • المرتزقة السوريون في ليبيا.. أداة مساومة وتغيير ديموغرافي

المرتزقة السوريون في ليبيا.. أداة مساومة وتغيير ديموغرافي
المرتزقة السوريون في ليبيا

إعداد وتحرير: مرهف دويدري



تحوّلت تركيا من دولة تعمل على حماية أمنها القومي -كما تدّعي- في توغّلها الأخير داخل الأراضي السورية، إلى مقاول حربي في الحرب الليبية التي باتت تتدخّل فيها بشكل علني، وتحت سمع ونظر كل العالم، على الرغم من استنكار الدول المجاورة للدولة الليبية، التي تحاول الوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب الدائرة منذ عام 2014 بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السرّاج، والذي ينفذ إرادة مكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، والتنظيم العالمي الذي تقوده حالياً تركيا. السوريون في ليبيا



كشفت عدّة وسائل إعلام ما تقوم به تركيا من نقل مرتزقة سوريين إلى تركيا، عبر طائرات خاصة من المطارات التركية غلى ليبيا، حيث تستغلّ حاجة بعض المقاتلين الذين لا يجدون عملاً في تركيا أو سوريا، أو اولئك الذين أجبروا على الترحيل إلى داخل سوريا، حيث يقوم من يعمل بدور الوسيط في ضمّ هذا المدني اليائس وهو على الأغلب  أميّ، إلى إحدى الفصائل الموالية لتركيا، والتي تعمل تحت إشراف مباشر من المخابرات التركية على سبيل المثال وليس الحصر (لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه)، حيث يزجّ بهم في دورات تدريبية لا تزيد عن شهر، ثم يتم نقلهم عبر طائرات إلى ليبيا من خلال إغراءات مالية قد تصل إلى ألفي دولار.


  كورونا المنطقة العربية.. ماذا كسبت الحكومات؟ وماذا خسرت الشعوب؟


وكان  المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصد مقتل المزيد من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في المعارك مع “الجيش الوطني الليبي” في مناطق ليبية عدة، حيث لقي 8 مقاتلين مصرعهم خلال الأيام القليلة الفائتة، وبعضهم جرى نقله إلى الأراضي السورية ودفنه ضمن مناطق نفوذ فصائل “درع الفرات” بالريف الحلبي، وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا، جراء العمليات العسكرية في ليبيا 151 مقاتلاً.



  • اكتشاف متأخر بأن الرواتب المزعومة مجرّد سراب


بالمقابل، تمكنت “قوات الجيش الليبي من أسر مقاتل سوري من ضمن المرتزقة الذين أُرسلوا إلى ليبيا من قبل تركيا، يذكر أن القتلى من فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه”، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.


وكانت قوات الجيش الليبي قد نشرت مقطع فيديو لأسير من المرتزقة السوريين يقول أن اسمه "محمد المعطي" وأنه من محافظة حمص، وقد تمّ نقله إلى ليبيا عن طريق الخداع، حيث كان من المفترض أن ينقل إلى مناطق في سوريا، لكنه نقل إلى ليبيا، وهو منذ خمسة عشر يوم موجود في ليبيا إلى أن وقع في الأسر.



يقول المعطي أن الرواتب في سوريا كانت بالليرة التركية، ولكن في ليبيا لم يقبض أي مبلغ كونه لم يمض بعد الوقت الكافي، حيث يعتقد المقاتل الأسير أنه ربما يحصل على الفي دولار كراتب شهري عن عمله كمرتزق لدى القوات التي تقاتل بجانب حكومة الوفاق المدعومة من تركيا. السوريون في ليبيا


وكان الجانب التركي قد خفّض رواتب المقاتلين السوريين، الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا، وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل، خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية “طرابلس” حتى الآن إلى نحو 4750 “مرتزقاً”، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند.


    مصطفى الصبّاغ.. الموالي الذي تحكّم بالمعارضة السورية وعمل على تشتيتها (الجزء الأول)


وكان قد أقر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في نهاية شهر شباط الماضي وكانت هذه المرة الأولى، ، بوجود مرتزقة موالين لأنقرة في ليبيا، إلى جانب عناصر التدريب الأتراك، مشيراً للصحفيين في إسطنبول أن "تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب، وأيضاً هناك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الموالين لتركيا.


وخلال اجتماع مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، قال أردوغان إن تركيا مستمرة في الوقوف إلى جانب حكومة طرابلس التي يرأسها فائز السراج، علماً أنها تعتمد على ميليشيات متطرفة، تحصل على دعم تركيا عبر آلاف المرتزقة الذين ترسلهم أنقرة من سوريا.



  • اتفاق برلين لوقف القتال في ليبيا


وعدت أبرز الدول المعنيّة بالنزاع الليبي الأحد (19 يناير/ كانون الثاني 2020) في مؤتمر برلين باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وبعدم التدخّل في شؤونها الداخليّة، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزّقه حرب أهليّة.


حيث وافقت 11 دولة مشاركة في هذا المؤتمر الذي عقد برعاية الأمم المتحدة، بينها روسيا وتركيا، على أن لا “حلاً عسكرياً” للنزاع الذي يمزق ليبيا منذ 10 سنوات، وفق ما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ختام المحادثات. ودعا المشاركون كذلك إلى وقف دائم وفعلي لإطلاق النار. ودخل وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع حيز التنفيذ في 12 كانون الثاني.


برغم ذلك، فإنّ تداعيات هذا الالتزام على الميدان، حيث تستمرّ هدنة هشّة بين طرفي النزاع، لا تزال غامضة، بخاصّة أنّ رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر رفضا أن يلتقيا خلال هذه القمّة الدوليّة التي انعقدت في برلين برعاية الأمم المتحدة.


  عندما تُحوّل تركيا المياه إلى سلاح ضدّ سكان شرق الفرات!


واعتبر وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أنّ هذه القمّة كانت "مفيدة جدّاً"، غير أنّه أقرّ بأنّ الفجوة بين الرجلين لا تزال واسعة. وأضاف لصحافيّين في برلين: "واضح أنّنا لم ننجح حتّى الآن في إطلاق حوار جدّي ودائم" بين السرّاج وحفتر. كذلك، تحدّثت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل، كما لافروف، عن "خطوة صغيرة إلى الأمام"، وسط الإقرار بأنّه لا يزال هناك عمل كثير ينبغي إنجازه قبل الوصول إلى السلام. السوريون في ليبيا



  • أخيراً..


فيما يبدو أن أنقرة ستستمر بتدخلاتها في ليبيا، عبر نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وبالتالي سيستمر الصراع في ليبيا على أشد طالما أن لا يوجد قوة ضاغطة تدعم وقف لإطلاق النار في ليبيا والذهاب إلى حوار سياسي وحظر السلاح عن البلد الذي يمزقه الحرب، حيث باتت التدخلات التركية تطيل أمد الحرب ما يعني أن الحرب لن تضع أوزارها في القريب وستبقى ترسل المرتزقة كورقة ضغط على أطراف القتال في ليبيا في مسعى للسيطرة على الثروات الليبية، أما مصير المرتزقة فهو المجهول تماماً، فهو إما قتيل في إحدى المعارك أو أسير وربما حالفه الحظ بالعودة لسوريا سليماً أو على الأغلب صاحب عاهة دائمة، لمقاتل (لا ناقة له في هذه الحرب ولا جمل). ليفانت


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!