الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
الدعم القطري لطالبان.. أحد أسباب التمدد السريع

شدد المحلل الصحفي ومحرر الشؤون الدفاعية في صحيفة التلغراف البريطانية، كون كوفلن في مقال له، على أنّ السرعة المذهلة التي سيطرت بها طالبان على الأراضي الرئيسية في كل أرجاء أفغانستان لا ترجع فقط إلى عزيمة مقاتليها وبراعتهم، اذ هي تدين إلى حدٍ كبير للدعم العسكري والسياسي الذي يتلقاه المتشددون الإسلاميون من الحلفاء الرئيسيين في المنطقة وخارجها.


ونوه المقال إلى أنه ربما لم يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع لطالبان لقتل وتشويه القوات البريطانية والأمريكية، كما جرى الإفصاح عن ذلك العام الماضي، بيد أن موسكو ستدعم أي نتيجة تؤدي إلى إذلال خصومها الغربيين، مشدداً على أن الدور الذي لعبته قطر في تزويد طالبان بالشرعية السياسية التي مكّنتها من الشروع في هجوم دبلوماسي عالمي، حيث استعمل مبعوثو طالبان قطر كقاعدة لتعميق العلاقات الدبلوماسية مع بكين وموسكو.


اقرأ أيضاً: حملة قطرية عبر تويتر تستفز البحرين

كما لفت المقال إلى أن قطر تتمتع بتاريخ طويل في تمويل ودعم الجماعات الإسلامية المُتشدّدة، كتنظيم الإخوان المسلمين وحماس، وقد يكون دعمها لطالبان لا يُقدّر بثمن في إقامة نظام إسلامي جديد في كابول، وأن تورط العديد من المليشيات والمصالح المتنافسة في الصراع الأفغاني يعني أن هذا أكثر بكثير من مجرد قتال بين المتطرفين الإسلاميين والحكومة الأفغانية، لافتاً إلى أنها معركة من أجل النفوذ في أحد المواقع الاستراتيجية الرئيسية في العالم، حيث يكون الغرب على وشك أن يواجه هزيمة مذلة.


وأشار المقال إلى إنّ الحملة الخاطفة التي شنّتها طالبان على مستوى البلاد بحق قوات الأمن الأفغانية المحاصرة شهدت قيامهم بالاستيلاء على قرابة ثلث عواصم المقاطعات في البلاد والتي تتضمن قندهار، المدينة الثانية في البلاد، وأيضاً لاشكار جاه، عاصمة مقاطعة هلمند والقاعدة السابقة للقوات البريطانية خلال حملتها طويلة الأمد لمكافحة التمرد التي انتهت في عام 2014، وأدت عن 457 قتيل حرب، وآلاف من المصابين في المعارك، بجانب سقوط مزار الشريف بيوم السبت الماضي، والتي كانت آخر مدينة رئيسية في الشمال لا تزال تحت سيطرة الحكومة.


واستكمل المقال أن نجاح طالبان يمكن أن يسقط في غضون أيام، ويرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل كرغبة أمراء الحرب المحليين في استعادة السيطرة على معاقل القبائل، والدعم المتزايد بين الأفغان العاديين الذين يرغبون في نهاية عقود من الصراع، والانهيار الكارثي في قدرة قوات الأمن الأفغانية المدعومة من الغرب على الدفاع عن المواقع الحكومية الحيوية.


قطر والبحرين

وأشار المقال بأنه ينبغي أن يُضاف إلى تلك القائمة كذلك، الدعم الحاسم الذي تلقته الحركة من مجموعة من الحلفاء الإقليميين الرئيسيين، الذين حوّلت مساهماتهم، بأشكالهم المختلفة، مجرى الصراع بشكل حاسم لصالح طالبان كاستيلاء طالبان في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع على مدينة هرات الغربية الرئيسية، وهي مركز تجاري رئيسي يقع بالقرب من الحدود مع إيران، يرجع بالكثير للدعم الضمني الذي تلقوه من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، والذي سهّل - على أقل تقدير - نقل المعدات والإمدادات الرئيسية عبر الحدود الإيرانية لمساعدة طالبان.


واستطرد المقال بأنه تاريخياً، كانت علاقة إيران وطالبان مشحونة منذ أواخر التسعينيات، عندما قتل المسلحون مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين، بيد أنه في تجسيد كلاسيكي للقول المأثور القديم "عدو عدوي صديقي"، تظن طهران أن مصالحها الأوسع تخدم بشكلٍ أفضل عبر التحالف مع حركة طالبان المنظمة جيدًا لتدمير أي مظهر متبقي من النفوذ الغربي في الجارة أفغانستان.


ليفانت-الوطن

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!