الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • أسماء الأسد.. سيدة الفستان الأبيض لبلاد متشحة بالسواد!

أسماء الأسد.. سيدة الفستان الأبيض لبلاد متشحة بالسواد!
أسماء الأسد.. سيدة الفستان الأبيض لبلاد متشحة بالسواد!

هنادي زحلوط 


أطلت أسماء الأسد على شاشة التلفزيون السوري لتعلن شفاءها من مرض سرطان الثدي, وذلك بعد عام على إعلان القصر الجمهوري للشعب السوري إصابتها بالمرض.



اختارت "سيدة الياسمين" كما يسميها الموالون فستاناً أبيض لإطلالتها هذه معلنة تعافيها من مرض السرطان, في حديقة القصر النظيفة التي تكسوها الأعشاب وتتمايل الأشجار على جنباتها.



واذ تجيب زوجة رأس النظام على أسئلة المذيعة بصدد كيفية مواجهتها ومواجهة أطفالها ودعمهم ودعم زوجها لها, أسئلة عديدة متوالية ومختلفة لكن اجابتها تبقى دوماً الاجابة العائمة ذاتها: كأي عائلة.., مثل أي زوج.., كأي أسرة.., مثل كل الأطفال..



وتبدو اجابات سيدة القصر مصممة خصيصاً للقول بأن عائلة الرئيس السوري هي مثل كل العائلات السورية, يتضامن أفرادها عند مواجهة المرض والحوادث وعند كل مصيبة.



لكن اسمحي لنا أن نخبرك الفرق بين أسرتك وباقي الأسر يا عزيزتي:

فقدت الأسر السورية ما يقارب مئات الآلاف من شبانها ورجالها, اخوة وأزواج وآباء, واخوات وبنات وأمهات, ذهب هؤلاء ضحايا عنف النظام الذي يرأسه زوجك وأبوه, حماك من قبله!



مئات آلاف من زهرات شباب البلد قضوا أجمل سنوات عمرهم في سجن تدمر وصيدنايا وسجون كثيرة بنتها عائلة الأسد التي تنتمين إليها, عوضاً عن بناء مستشفيات تداوي المرضى من بقية عائلاتنا.



تفننتم يا سيدتي في ابتكار أساليب القمع والتعذيب بحق السوريين, بين الكرسي الألماني, ووضعيات الشبح والتعليق الكفيلة بالحاق أكبر أذى ممكن بالمعتقلين من أبناء جلدتكم, بينما كانت دول العالم الأخرى تسابق الزمن سعياً لرفاهية وراحة مواطنيها!



سيطرتم على البلاد وعاث شباب عائلة الأسد فساداً, بينما كان بقية السوريين ضحايا, ذهب بعضهم ضحية تشبيحكم, وضاع مستقبل شبان كثر انضموا لميليشيات الشبيحة في طول البلاد وعرضها, ودهس كثر وقتلوا باستعراضات سلاحكم دون أن يستطيع أهاليهم الادعاء على القاتل!



أتيح لكم وزوجك السفاح الدراسة في أرقى دول وجامعات العالم, فماذا كانت النتيجة؟ اقتلعتم أظافر أطفال مدرسة كتبوا معترضين على حكم قمعي ومنذرين إياه من ضعفه, حولتم المدارس واتحاد الطلائع والشبيبة والطلبة إلى مقرات اعتقال وتعذيب بعد أن كانت مقرات تدجين! أحقا أنتم "مثل كل العائلات"؟.




درس زوجك الطب فزاد عدد معتقلي الرأي وتم اعدام العشرات في سجونه ميدانياً! أي نوع من الأطباء هو؟!

كم مشفى ميدانياً قصف في عهده؟ كم عائلة سورية شاهدت أبناءها يموتون أمام أعينها دون أن تستطيع انقاذهم؟ أم أنك لم تشاهدي صورة رهام وروان, وأبوهما يموت قهراً ومن خلفه كل السوريين الأحرار, بسبب براميل زوجك وعائلته!.




تعيشون في قصر يا عزيزتي, وترسلون البراميل لتسقط على بيوت السوريين فتسويها بالتراب, عاد أهلنا لسكنى الخيام في عهد هذه العائلة القاتلة فهل أنتم حقاً "مثل كل العائلات"؟!




مذ أصابك السرطان وأنت تحظين بأفضل رعاية صحية, ويحجز لك جناح كامل في مشفى عسكري, بينما يموت عساكر جيش زوجك وضباطه لأنهم وقود حرب قررتم خوضها حتى آخر سوري, تحظين بالعلاج وتعودين لقصرك, فيما جنود جيش زوجك يمرضون ويعطشون ويجوعون ويقضون السنوات دون أن يتمكنوا من رؤية أطفالهم, ودون أن تكون لحياتهم أية قيمة!




هل تعلمين عدد السوريين الذين أصبحوا بدون أطراف, وأنتم تعدون الأيام والسنوات التي بقيتم فيها بسبب هؤلاء على كرسي الحكم؟ هل تعلمين عدد الأمهات اللواتي يجهزن أنفسهن في كل يوم وينتظرن ساهمات في الأفق رؤية معتقل أو مسافر هارب من جحيم هذا الوطن؟!




يا سيدتي, إذا كانت أعينكم على رقم أرصدتكم في الخارج, فإن أعين أمهاتنا جمدت هناك, على أبناء معتقلين قتلتموهم ووضعتم رقماً على كل منهم: أنتم كارثة بحق الأوطان حين يصير الإنسان من لحم ودم وذكريات رقماً!

بيننا وبينكم عدالة ننتظرها, بيننا وبينكم دماء السوريين من كل الأطراف, الذين تسببتم بقتلهم, بيننا وبينكم عداوة لطالما كانت قائمة بين الطغاة والأحرار, بين القتلة وعائلات الضحايا!




لا يا سيدتي, أنت لست أما ككل الأمهات السوريات, ولا أختا كأخواتنا, ولا زوجة أخ.

أنت زوجة قاتل ورفيقة دربه, فلتمضوا بهذا حتى النهاية فنحن نعلم أن العدالة قادمة وحتمية.

ترتدين ثوبا أبيض فيما تتشح البلاد بالسواد, تجلسين في حديقة قصر آمن بينما فجرتم البيوت وفخختم المجتمع, ستبقين دائما زوجة القاتل ولن تستطيع فساتين الدنيا ولا قصوره نقل الحضارة إلى مزرعتكم البائسة وعقولكم السادية!


أسماء الأسد.. سيدة الفستان الأبيض لبلاد متشحة بالسواد! أسماء الأسد.. سيدة الفستان الأبيض لبلاد متشحة بالسواد!

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!